أيام الأكل والشرب والذكر

عباد الله بالأمس كان يوم عرفة ، خير يوم طلعت عليه الشمس يوم تجلى فيه ذكر الله بأعظم ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو والنبيون من قبله ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) ” رواه الترمذي وصححه الألباني ” ، والأيام الثلاثة القادمة بعد يوم الوقوف ( يوم التاسع من ذي الحجة ) هي أيام التشريق التي قال فيها رب العباد في محكم آياته ( واذكروا الله في أيام معدودات … ) ” سورة البقرة 203 ” وبعد انقضاء هذه اليوم ” يوم عرفة ” يلزم على كل حاج ومسلم الامتثال بقول الله تعالى { فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا …ٍ} ” سورة البقرة 200 ” .

      وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه : ( أيام منى أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل ) ” رواه مسلم ” فهذه الأيام ” اقصد أيام التشريق ” ليست أيام أكل وشرب فقط .. ولكنها أيام ذكر لله تعالى أيضا ، وربما كان الاهتمام الأكبر لأغلبنا ما ورد في بداية الحديث وهو المأكل والمشرب ولا حرج في ذلك ، ولكن قلما تجد -إلا من رحم الله – من يهتم بما ورد في آخر الحديث وهو ذكر الله عز وجل . فالمتأمل في الآية والحديث النبوي سيجد أن القاسم المشترك ورأس الأمر وسنامه هو ذكر الله تعالى لأنه بالذكر يشعر قلب كل مسلم بالطمأنينة والسعادة .. قال رب العباد في محكم آياته الله ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) ” سورة الرعد 28 ” .

كما أنه من فوائد الذكر :

  ما قاله ابن عباس رضي الله عنهما : الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا سها وغفل وسوس فإذا ذكر الله تعالى خنس .

وقال أيضا ً : ” لم يفرض الله تعالى على عباده فريضة إلا جعل لها حدا معلوما ثم عذر أهلها في حال العذر. غير الذكر فإنه لم يجعل له حدا ينتهي إليه ولم يعذر في تركه إلا مغلوبا على عقله وأمرهم بذكره في الأحوال كلها “

وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : ” لكل  شيء جلاء وإن جلاء القلوب ذكر الله تعالى ” .

  وذكر ابن القيم رحمه الله عن فوائد الذكر : ” أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره ، أنه يرضي الرحمن عز وجل ، أنه يزيل الهم والغم عن القلب ، أنه يقوي القلب والبدن ، أنه ينور الوجه والقلب ، أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة .

وأخيراً : قال أحد السلف إذا انكشف الغطاء يوم القيامة عن ثواب أعمالهم لم يروا ثوابا أفضل من ذكر الله تعالى ، فيتحسر عند ذلك أقوام فيقولون ما كان شيء أيسر علينا من الذكر .

فالحذر الحذر من تضييع الوقت فيما لا ينفع .

تقبل الله منا ومنكم صالح القول العمل . انتهى .

المراجع :

  • من كتاب الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب .

الفصول :

فصل في فضل الذكر ، فصل في فوائد الذكر .

للمؤلف الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله .

  • من كتاب الأذكار .

فصل أذكار الحج .

مبحث : الأذكار المستحبة بمنى أيام التشريق .

للمؤلف : الإمام النووي رحمه الله .

  • من كتاب سلاح اليقظان لطرد الشيطان .

فصل في الذكر .

للمؤلف : الشيخ عبد العزيز بن محمد السلمان رحمه الله . ” بتصرف “

عيد أضحى مبارك على الأمة الإسلامية

العيد هو موسم الفرح والسرور ـ وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إنما هو بمولاهم ، إذا فازو بإكمال طاعته ، وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم بوعده لهم عليها بفضله ومغفرته ، كما قال تعالى : { قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } (58) سورة يونس ، قال بعض العارفين : ما فرح أحد بغير الله إلا بغفلته عن الله والغافل يفرح بلهوه وهواه والعاقل يفرح بمولاه ، وأنشد سمنون في هذا المعنى :

وكان فؤادي خاليا قبل حبكم وكان بذكر الخلق يلهو ويمرح
فلما دعا قلبي هواك أجابه فلست أراه عن فنائك يبرح
رميت ببعد منك إن كنت كاذبا وإن كنت في الدنيا بغيرك أفرح
وإن كان شيء في البلاد بأسرها إذا غبت عن عيني لعيني يملح
فإن شئت واصلني وإن شئت لا تصل فلست أرى قلبي لغيرك يصلح

المرجع :

لطائف المعارف ، الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله ، ط / دار الحديث ” 368 ” ، فصل : وظائف شهر ذي الحجة ، المجلس الثاني : في يوم عرفة مع عيد النحر ، بتصرف.

364

نبذة عن مشعر مزدلفة

موقعها :

تقع بين منى وعرفة ، وسميت بذلك لنزول الناس بها في زلف الليل ، أو لأن الناس يدفعون منها زلفة أي جميعاً أو لاقتراب الناس إلى منى ، أو لأن آدم اجتمع فيها مع حواء عليهما السلام ، وازدلف منها : أي دنا ، وتسمى ” جمعا ” لاجتماع آدم مع حواء ، أو لاجتماع الحجاج بها ، وغير ذلك .

حدها :

من بعد وادي محسّر إلى المأزمين ( وهما جبلان متقابلان بينهما طريق ) بطول 4 كم وبضع مائة متر ، ومساحتها نحو 12.25 كم 2 ، وهناك لوحات إرشادية تحدد بداية المزدلفة ونهايتها ،

وهو مشعر داخل حدود الحرم  .، وقد ورد ذكرها في قوله تعالى : { فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ } (198) سورة البقرة ، قال ابن عمر رضي الله عنهما المشعر الحرام المزدلفة كلها .

موقع مسجد المشعر الحرام :

يقع في مزدلفة على الطريق رقم ( 5 ) وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينزل عند قبلته ، وقد تم عمارته وتوسعته في العهد السعودي بتكلفة خمسة ملايين ريال ، وهو مسقف وطوله من الشرق إلى الغرب ( 90)م وعرضه (56) م ، فمساحته ( 5040 )م2 ، يستوعب أكثر من اثنى عشر ألف مصل ، وفي مؤخر المسجد منارتان بارتفاع نحو ( 32 ) م2 ، وله مدخل في كل من الجهة الشرقية والشمالية والجنوبية ، ويليه ملحق للوضوء ودورات للمياه للرجال والنساء على قسمين منفصلين ، وبين مسجد مزدلفة ومسجد الخيف نحو (5) كم ، وبينه وبين مسجد نمرة نحو (7) كم .

المرجع :

تاريخ مكة المكرمة قديما وحديثا ، د / محمد إلياس عبد الغني حفظه الله ، ط / فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية ” 113 ، 115 ” ، فصل : المشاعر ” مزدلفة ” ، بتصرف.