38. قطوف من السيرة المحمدية ” إرهاصات قبيل معركة بدر “

   بسم الله الرحمن الرحيم

قطوف من السيرة المحمدية

على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم

 ” العناوين “

استفزازات قريش ضد المسلمين بعد الهجرة واتصالهم بعبد الله بن أبي ، السبب في حقد رأس المنافقين على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إعلان عزيمة الصد عن المسجد الحرام ، قريش تهدد المهاجرين ، الإذن بالقتال ، المراجع .

” التفاصيل “

استفزازات قريش ضد المسلمين بعد الهجرة واتصالهم بعبد الله بن أبي :

قد أسلفنا ما كان يأتي به كفار مكة من  التنكيلات والويلات ضد المسلمين وما فعلوا بهم عند الهجرة ، مما استحقوا لأجله المصادرة والقتال ، إلا أنهم لم يكونوا ليفيقوا من غيهم ، ويمتنعوا عن عدوانهم ، بل زادهم غيظاً أن فاتهم المسلمون ووجدوا مأمنا ومقرا بالمدينة ، فكتبوا إلى عبدالله بن أبي ابن سلول ، وكان إذ ذاك مشركا بصفته رئيس الأنصار قبل الهجرة ، فمعلوم أنهم كانوا مجتمعين عليه ، وكادوا يجعلونه ملكاً على أنفسهم لولا أن هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا به ، كتبوا إليه وإلى أصحابه المشركين يقولون لهم كلمات باتة : أنكم آويتم صاحبنا ، وإنا نقسم بالله لتقاتلنه أو لتخرجنه ، أو لنسيرن عليكم  بأجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم ، ونستبيح نساءكم .

السبب في حقد رأس المنافقين على رسول الله صلى الله عليه وسلم :

وبمجرد بلوغ هذا الكتاب قام عبد الله بن أبي ليمتثل أوامر إخوانه المشركين من أهل مكة وقد كان يحقد على النبي صلى الله عليه وسلم لما يراه أنه أستلبه ملكه ، يقول عبد الرحمن بن كعب : فلما بلغ ذلك عبد الله بن أبي ومن كان معه من  عبدة الأوثان اجتمعوا لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لقيهم ، فقال : لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ ، ما كنت تكبدهم بأكثر مما تريدون أن تكبدوا به أنفسكم ، تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم ، فلما سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم تفرقوا .

امتنع عبدالله بن أبي ابن سلول عن إرادة القتال عند ذاك ، لما رأى خوراً أو رشداًَ في أصحابه ، ولكن يبدو أنه كان متواطئاً مع قريش ، فكان لا يجد فرصة إلا وينتهزها لإيقاع الشر بين المسلمين والمشركين ، وكان يضم معه اليهود ، ليعينوه على ذلك ، ولكن تلك هي حكمة النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت تطفيء نار شرهم حيناً بعد حين .

إعلان عزيمة الصد عن المسجد الحرام  :

ثم إن سعد بن معاذ انطلق من مكة معتمراً ، فنزل على أمية بن خلف بمكة ، فقال لأمية ، انظر لي ساعة خلوة لعلي أن أطوف بالبيت ، فخرج به قريباً من لقف النهار ، فلقيهما أبو جهل فقال : يا أبا صفوان ، من هذا معك ؟ فقال : هذا سعد ، فقال له أبو جهل : ألا أراك تطوف بمكة آمناً ، وقد آويتم الصباه ، وزعمتم أنكم تنصرونهم وتعينونهم ، أما والله لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالماً ، فقال له سعد ورفع صوته عليه : أما والله لئن منعتني هذا لأمنعك ما هو أشد عليك منه ، طريقك على أهل المدينة .

قريش تهدد المهاجرين  :

ثم إن قريشاً أرسلت إلى المسلمين تقول لهم : لا يغرنكم أنكم  أفلتمونا  إلى يثرب ، سنأتيكم فنستأصلكم ونبيد خضراءكم في عقر داركم . ولم يكن هذا كله وعيداً مجرداً ، فقد تأكد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من  مكائد قريش وإرادتها على الشر ما كان لأجله لا يبيت إلا ساهراً ، أو في حرس من الصحابه ، فقد روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة ليلة ، فقال : ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة ، قالت : فبينما نحن كذلك سمعنا خشخشة سلاح ، فقال : من هذا ؟ قال : سعد بن أبي وقاص ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما جاء بك ؟ فقال : وقع في نفسي خوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أحرسه ، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نام .

ولم تكن هذه الحراسة مختصة ببعض الليالي بل كان ذلك أمراً مستمراً ، فقد روي عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرس ليلاً ، حتى نزل ( والله يعصمك من الناس ) فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة ، فقال : ( يا أيها الناس انصرفوا عني فقد عصمني الله عز وجل ) ، ولم يكن الخطر مقتصراً على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل على المسلمين كافة ، فقد روى أبي بن كعب ، قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة وآوتهم الأنصار ومنهم العرب عن قوس واحدة ، وكانوا لا يبيتون إلا بالسلاح ولا يصبحون إلا فيه .

الإذن بالقتال  :

في هذه الظروف الخطيرة التي كانت تهدد كيان المسلمين بالمدينة ، والتي كانت تنبيء عن قريش أنهم لا يفيقون عن غيهم ، ولا يمتنعون عن تمردهم بحال ، أنزل الله تعالى الإذن بالقتال للمسلمين ، ولم يفرضه عليهم قال تعالى : ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ) الحج 39 ، وأنزل هذه الآية ضمن آيات أرشدتهم إلى أن هذا الإذن إنما هو لإزاحة الباطل وإقامة شعائر الله قال تعالى : ( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ) الحج 41 .

والصحيح الذي لا مندوحة عنه أن هذا الإذن إنما نزل بالمدينة بعد الهجرة لا بمكة ، ولكن لا يمكن لنا القطع بتحديد ميعاد النزول . نزل الإذن بالقتال ، ولكن كان من الحكمة إزاء هذه الظروف – التي مبعثها الوحيد هو قوة قريش وتمردها – أن يبسط المسلمون سيطرتهم على طريق قريش التجارية المؤدية من مكة إلى الشام ، واختار رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبسط هذه السيطرة خطتين :

الأولى :  عقد معاهدات الحلف أو عدم الاعتداء مع القبائل التي كانت مجاورة لهذا الطريق ، أو كانت تقطن ما بين هذا الطريق وما بين المدينة ، وقد أسلفنا معاهدته صلى الله عليه وسلم مع اليهود ، وكذلك كان عقد معاهدة الحلف أو عدم الاعتداء مع جهينة قبل الأخذ في النشاط العسكري ، وكانت مساكنهم على ثلاثة مراحل من المدينة ، وقد عقد معاهدات أثناء دورياته العسكرية وسيأتي ذكرها .

الثانية : إرسال البعوث واحدة تلو الأخرى إلى هذا الطريق .

–        انتهى –

                                   فاللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا محمد ” عليه الصلاة والسلام “

المراجع :

–        من كتاب الرحيق المختوم للمؤلف الشيخ / صفي الدين المباركفوري رحمه الله – فصل : الكفاح الدامي ( ص 187 – 190 ) . طبعة : دار ابن حزم .

37. قطوف من السيرة المحمدية ” بناء المسجد النبوي “

                  بسم الله الرحمن الرحيم

قطوف من السيرة المحمدية

على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم

 ” العناوين “

الحالة الراهنة في المدينة عند الهجرة ، بناء مجتمع جديد ، بناء المسجد النبوي ، أهمية المسجد في الإسلام ، وظيفة الدولة في الإسلام ، معاهدته صلى الله عليه وسلم مع اليهود ،  فائدة من المعاهدة مع اليهود ، المراجع .

” التفاصيل “

الحالة الراهنة في المدينة عند الهجرة :

لم يكن معنى الهجرة هو التخلص من الفتنة والاستهزاء فحسب ، بل كانت الهجرة مع هذا تعاونا على إقامة مجتمع جديد في بلد آمن . ولذلك أصبح فرضا على كل مسلم قادر أن يسهم في بناء هذا الوطن الجديد ، وأن يبذل جهده في تحصينه ورفعة شأنه . ولا شك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الإمام والقائد والهادي في بناء هذا المجتمع ، وكانت إليه أزمة الأمور بلا نزاع . والأقوام التي كان يواجهها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة كانت على ثلاثة أصناف وهي :

  1. أصحابه الصفوة الكرام البررة رضي الله عنهم .
  2. المشركون الذين لم يؤمنوا بعد ، وهم من صميم قبائل المدينة .
  3. اليهود ” بنو قينقاع ، بنو النضير ، بنو قريظة ” .

بناء مجتمع جديد :

قد أسلفنا أن نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة في بني النجار كان يوم الجمعة ( 12 ربيع الأول سنة 1 هـ الموافق 27 سبتمبر سنة 622 م ) ، وأنه نزل في أرض أمام دار أبي أيوب ، وقال : ” ههنا المنزل إن شاء الله ، ثم انتقل إلى بيت أبي أيوب ” .

بناء المسجد النبوي :

أول خطوة خطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك هو إقامة المسجد النبوي . ففي المكان الذي بركت فيه ناقته أمر ببناء هذا المسجد ، واشتراه من غلامين يتيمين كانا يملكانه ، وساهم في بنائه بنفسه ، فكان ينقل اللبن والحجارة ويقول :

اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة        فاغفر للأنصار والمهاجرة .

أهمية المسجد في الإٍسلام :

من وقائع الهجرة إلى المدينة تبين لنا أنه صلى الله عليه وسلم ما أقام بمكان إلا كان أول ما يفعله بناء مسجد يجتمع فيه المؤمنون ، فقد أقام مسجد قباء حين أقام فيها أربعة أيام ، وبنى مسجدا في منتصف الطريق بين قباء والمدينة لما أدركته صلاة الجمعة في بني سالم بن عوف في بطن الوادي ” وادي رانوناء ” . فلما أن وصل إلى المدينة ، كان أول عمل عمله بناء مسجد فيها . وهذا يدلنا على أهمية المسجد في الإٍسلام ، وعبادات الإسلام كلها تطهير للنفس ، وتزكية للأخلاق ، وتقوية لأواصر التعاون بين المسلمين ، وصلاة الجماعة والجمعة والعيدين ، مظهر قوي من مظاهر اجتماع المسلمين ، ووحدة كلمتهم ، وأهدافهم ، وتعاونهم على البر والتقوى ، لا جرم أن كان للمسجد رسالة اجتماعية وروحية عظيمة الشأن في حياة المسلمين ، فهو الذي يوحد صفوفهم ، ويهذب نفوسهم ، ويوقظ قلوبهم وعقولهم ، ويحل مشاكلهم ، وتظهر فيه قوتهم وتماسكهم .

وظيفة الدولة في الإسلام :

حدد ابن تيمية أحد رواد الفكر الإسلامي في الإدارة أن وظيفة الدولة ومسؤولياتها هي أن  تقوم بعمل كل ما يؤدي إلى جلب المصالح ودفع المضار وإلى إقامة القسط في حقوق الله وحقوق العباد ، ولذا فإنها تمارس عددا من الأعمال بوساطة ولاة الأمور سواء فيما يتعلق منها بالنواحي القضائية أو الدفاعية أو المعيشية . ويمكن تحديد الوظائف الرئيسية للدولة في الإسلام في الوظائف التالية :

  1. عبادة الله في الأرض .
  2. توزيع الموارد المالية بالعدل .
  3. إقامة العدل .
  4. تنظيم الحياة الاقتصادية والاجتماعية .

معاهدته عليه الصلاة والسلام مع اليهود :

بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، ورسخ قواعد المجتمع الإسلامي الجديد ، بإقامة الوحدة العقائدية والسياسية والنظامية بين المسلمين ، فقد رأى عليه الصلاة والسلام أن يقوم بتنظيم علاقاته بغير المسلمين ، وكان همه في ذلك هو توفير الأمن والسلام والسعادة والخير للبشرية جمعاء ، مع تنظيم المنطقة  في وفاق واحد ، فسن في ذلك قوانين السماح والتجاوز التي لم تعهد في عالم مليء بالتعصب والتغالي . وأقرب من كان يجاور المدينة من غير المسلمين هم اليهود – كما أسلفنا – وهم وإن كانوا يبطنون العداوة للمسلمين ، لكن لم يكونوا أظهروا أية مقاومة أو خصومة بعد ، فعقد معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة ترك لهم فيها مطلق الحرية في الدين والمال ، ولم يتجه إلى سياسة الإبعاد أو المصادرة والخصام .

فائدة من المعاهدة مع اليهود :

مما سبق يتضح لنا أننا اليوم في حاجة ماسة إلى هذه الحنكة الإدارية والتنظيم السليم والذي يجعل الجميع أن ينظر إلى هذا الدين أنه دين قويم يدعوا الناس إلى أخلاقه الفاضلة .

–        انتهى –

                                   فاللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا محمد ” عليه الصلاة والسلام “

المراجع :

–        من كتاب السيرة النبوية دروس وعبر للمؤلف الدكتور / مصطفى السباعي رحمه الله – الفصل الرابع : مبحث : الدروس والعظات  ( ص 84 – 86 ) . طبعة : دار الوراق .

–        من كتاب الرحيق المختوم للمؤلف الشيخ / صفي الدين المباركفوري رحمه الله – فصل : المرحلة الأولى الحالة الراهنة في المدينة عند الهجرة ( ص 171 – 186 ) . طبعة : دار ابن حزم .

–        من كتاب الإدارة في الإسلام للمؤلف الدكتور / أحمد إبراهيم أبو سن – الفصل الثاني : وظيفة الدولة في الإسلام ، ( ص 17 – 22 ) . طبعة : دار الخريجي .

تذكره بعد كل وضوء

اسمى ما يسعى إليه العبد في هذه الحياة الدنيا هو أن يدخله الله الجنة ، فلو قيل لك أن الجنة تفتح لك أبوابها الثمانية كل يوم وليلة خمس مرات إن رغبت أنت في ذلك فلسان حالك يقول كيف ؟ فاقرأ هذا الحديث !

فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من توضأ فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، فُتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء ”  ، ” اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ” ، ” سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك ” .

” صحيح مسلم ، صحيح الترمذي ، والنسائي في عمل اليوم والليلة ” . انتهى .

المراجع :

* من كتاب الأذكار .

للمؤلف :

الإمام النووي رحمه الله .

باب ما يقوله على وضوئه .

طبعة / دار الكلم الطيب ” ص 56 – 57 ” .

* من كتيب حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة .

للمؤلف :

الشيخ سعيد بن وهف القحطاني حفظه الله .

الذكر بعد الفراغ من الوضوء .

طبعة / فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية ” ص 17 ” .

بتصرف

هل هما مصابان بالزهايمر

ألزَهايمَرداء يصيب المخ ويتطور ليفقد الإنسان ذاكرته وقدرته على التركيز والتعلم ، وقد يتطور ليحدث تغييرات في شخصية المريض فيصبح أكثر عصبية أو قد يصاب بالهلوسة أو بحالات من حالات الجنون المؤقت. ولا يوجد حتى الآن علاج لهذا المرض الخطير إلا أن الأبحاث في هذا المجال تتقدم من عام لآخر. كما أثبتت الأبحاث أن العناية بالمريض والوقوف بجانبه تؤدي إلي أفضل النتائج مع الأدوية المتاحة. والداء مسمى على اسم العالم الألماني ” ألويسيوس ألْتْسْهَيْمَر ” (بالألمانية Aloysius Alzheimer) الذي وصفه.

أخي القارئ الكريم بعد أن انتهيت من قراءة الموضوع ، هناك ثمة سؤال : هل ترى أن هذين الحيوانين مصابان بنفس المرض ” الزهايمر ” :

1. اليربوع :  لمّا علم من نفسه أنه كثير النسيان لم يحفر بيته إلا عند أكمة أو صخرة أو شجرة ، ليكون إذا تباعد عن جحره لطلب طعمة أو خوف حسُن اهتداؤه إليه .

2. الضب : حيوان يجعل جحره في الأرض الصلدة  ، فربما لا يهتدي لجحره إذا خرج منه ، فلذلك لا يحفره إلا بالقرب من أرض مرتفعة أو إشارة .انتهى .

المراجع :

* من كتاب المستطرف في كل فن مستظرف .

للمؤلف : شهاب الدين محمد الأبشيهي رحمه الله .

الباب الثاني والستون .

طبعة : دار الكتب العلمية ( ص 386 ) .

* من كتاب الأذكياء .

للمؤلف :

الإمام ابن الجوزي رحمه الله .

الباب الثاني والثلاثون  .

مبحث : اليربوع .

طبعة : مكتبة نزار الباز ” ص 242 – 243 ” .

الشبكة العنكبوتية .

” بتصرف ”

 

36. قطوف من السيرة المحمدية ” الدخول في المدينة “

بسم الله الرحمن الرحيم

قطوف من السيرة المحمدية

على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم

 ” العناوين “

مكة المكرمة والمدينة المنورة ، ذكر بعض أسماء المدينة النبوية ، ذكر بعض خصائص المدينة النبوية ، الدخول في المدينة ، الحياة في المدينة ، المراجع .

” التفاصيل “

مكة المكرمة والمدينة المنورة :

شاع في العصور المتأخرة قولهم ( مكة المكرمة ) و ( المدينة المنورة ) وهما أي ” المكرمة و المنورة ” وصفان مناسبان ، لكن لا يعرف ذلك عند المتقدمين من المؤرخين وغيرهم – وهو على ما يظهر – من محدثات الأعاجم الترك إبان نفوذهم على الحرمين .

ذكر بعض أسماء المدينة النبوية :

فمن أسمائها : طيبة ، وطابة الطيبة ، ودار الهجرة ، المدينة النبوية المنورة ، كما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه : بطيبة رسم للرسول ومعهد   منير وقد تعفو الرسوم وتهمد .

ذكر بعض خصائص المدينة النبوية :

  1. تسميتها ( حرما ) ؛ مثل مكة – حرسهما الله تعالى – .
  2. تحريمها كان على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم .
  3. المدينة حرم آمن ؛ مثل مكة .
  4. قد خصها النبي صلى الله عليه وسلم بأدعية عامة ، وخاصة .
  5. إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أن الأيمان يأرز وينحاز إلى المدينة – زادها الله شرفا .

الدخول في المدينة :

وبعد الجمعة دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، ومن ذلك اليوم سميت بلدة  يثرب بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويعبر عنها بالمدينة مختصراً – وكان يوماً تاريخياً أغر ، فقد كانت البيوت والسكك ترتج بأصوات التحميد والتقديس ، وكانت بنات الأنصار تتغنى بهذه الأبيات فرحاً وسروراً :

أشـــــرق البدر علينا            من ثنيــــــات الوداع

وجب الشكر علينا              ما دعـــا للـــــــه داع

أيهــــــا المبعوث فينا            جئت بالأمر المطاع

والأنصار إن لم يكونوا أصحاب ثروات طائلة ، إلا أن كل واحد منهم كان يتمنى أن ينزل الرسول صلى الله عليه وسلم عليه ، فكان لا يمر بدار من دور الأنصار إلا أخذوا خطام راحلته : هلم إلى العدد والعدة والسلاح والمنعة ، فكان يقول لهم : خلوا سبيلها فإنها مأمورة ، فلم تزل سائرة به حتى وصلت إلى موضع المسجد النبوي اليوم فبركت ، ولم  ينزل عنها حتى نهضت وسارت قليلاً ، ثم التفتت ورجعت فبركت في موضعها الأول ، فنزل عنها ، وذلك في بني النجار – أخواله – صلى الله عليه وسلم ، وكان من توفيق الله لها ، فإنه أحب أن ينزل على أخواله يكرمهم بذلك ، فجعل الناس يكلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في النزول عليهم ، وبادر أبو أيوب الأنصاري إلى رحله ، فأدخله بيته ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلام  يقول : المرء مع رحله ، وجاء أسعد بن زرارة فأخذ بزمام راحلته وكانت عنده .

وفي رواية أنس عند البخاري ، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : ( أي بيوت أهلنا أقرب . فقال أبو أيوب : أنا يا رسول الله ، هذه داري ، وهذا بابي ، قال : ( فانطلق فهيئ  لنا مقيلاً ، قال : قوما على بركة الله ) .

وبعد أيام وصلت إليه زوجته سودة ، وبنتاه فاطمة وأم كلثوم ، وأسامة بن زيد ، وأم أيمن ، وخرج معهم عبدالله بن أبي بكر بعيال أبي بكر ومنهم عائشة ، وبقيت زينب عند أبي العاص ، لم يمكنها من الخروج حتى هاجرت بعد بدر .

قالت عائشة : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال ، فدخلت عليهما فقلت : يا أبت كيف تجدك ، ويا بلال كيف تجدك ؟ قالت : فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول :

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة                 بواد وحولي إذخر وجليل

وهل أردن يوماً مياه مجنة                   وهل يثبدون لي شامة وطفيل

قالت عائشة : فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال : اللهم حبب الينا المدينة كحبنا مكة أو أشد حباً ، وصححها ، وبارك في صاعها ومدها ، وأنقل حماها فأجعلها بالجحفة .

الحياة في المدينة :

يمكن تقسيم العهد المدني الى ثلاث مراحل :

1-  مرحلة أثيرت فيها القلاقل والفتن ، وأقيمت فيها العراقيل من الداخل وزحف فيها الأعداء إلى المدينة لاستئصال خضرائها من الخارج ، وهذه المرحلة تنتهي إلى صلح الحديبية في ذي القعدة سنة 6 من الهجرة .

2-  مرحلة الهدنة على الزعامة الوثنية ، وتنتهي بفتح مكة ، في رمضان سنة ثمان من الهجرة ، وهي مرحلة دعوة الملوك إلى الإسلام .

3-  مرحلة دخول الناس في دين الله أفواجا ، وهي مرحلة توافد القبائل والأقوام إلى المدينة ، وهذه المرحلة تمتد إلى انتهاء حياة الرسول صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول سنة 11 من الهجرة .

–        انتهى –

                                   فاللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا محمد ” عليه الصلاة والسلام “

المراجع :

–        من كتاب السيرة النبوية دروس وعبر للمؤلف الدكتور / مصطفى السباعي رحمه الله – الفصل الرابع : مبحث : الدروس والعظات  ( ص 84 – 86 ) . طبعة : دار الوراق .

–        من كتاب الرحيق المختوم للمؤلف الشيخ / صفي الدين المباركفوري رحمه الله – فصل : الدخول في المدينة ( ص 167 – 168 ) . طبعة : دار ابن حزم .

–        من كتاب خصائص جزيرة العرب للمؤلف الشيخ / بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله – فصل خصائص جزيرة العرب ( ص 39 ) ؛ وخصائص مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ( 49 – 51 ) طبعة : دار عالم الفوائد .