شرح لأسماء الله الحسنى ” الجبّار “

ومن أسماء الله الحسنى وصفاته العلا : ” الجبّار ” :

قال الله تعالى : { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ } (23) سورة الحشر .

الجبّار : أي الله الذي جبر خلقه على ما يشاء ، وله ثلاث معان على النحو التالي :

  1. فهو يجبر الضعيف وكل قلب منكسر لأجله ، فيجبر الكسير ، ويغني الفقير ، وييسر على المعسر كل عسير ، ويجبر المصاب بتوفيقه للثبات على الصبر ويعوّضه على مصابه أعظم الأجر إذا قام بواجبها … .
  2. والمعنى الثاني : أي أنه القهّار لكل شيء ، الذي دان له كل شيء وخضع له كل شيء .
  3. والمعنى الثالث : أي أنه العلي على كل شيء .
  4. وقد يراد به معنى رابع وهو المتكبر عن كل سوء ونقص ، وعن مماثلة أحد ، وعن أن يكون له كفؤ أو ضد أو سمي أو شريك في خصائصه وحقوقه . انتهى .

المراجع :

*تحفة الذاكرين ، للشوكاني . ط / دار الكتاب العربي ” ص 73 ”

فصل : في فضل أسماء الله الحسنى .

* شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة ،

لسعيد القحطاني . ط / مؤسسة الجريسي ” ص 130 – 131 “.

فصل : الجبّار . بتصرف .

شرح لأسماء الله الحسنى ” المُقِيت “

ومن أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ” المُقِيت ” :

قال الله تعالى : { مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا } (85) سورة النساء .

أي : الذي أحاط علماً بالعباد وأحوالهم ، وما يحتاجون إليه ، وأحاط بهم قدرة ، فهو على كل شيء قدير ، وتولى حفظهم ورزقهم وإمدادهم ، الذي يقيت الأبدان بالأطعمة والأرزاق ، ويقيت قلوب من شاء من عباده بالعلم والإيمان ، كما قيل :

فقوت الروح أرواح المعاني   وليس بأن طعمت وأن شربتا . انتهى .

المرجع :

* فقه الأسماء الحسنى ، لعبد الرزاق البدر .

ط / دار التوحيد ” ص 193 ” ، فصل : المقيت .

 

صوم يوم عاشوراء

روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : ” حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء ، وأمر بصيامه قالوا : يا رسول الله ، إنه يوم تعظّمه اليهود والنصارى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” فإذا كان العام المقبل إن شاء الله ، صمنا اليوم التاسع ” ، قال : فلم يأت العام المقبل حتى توفّي رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون : يستحب صوم التاسع والعاشر جميعاً ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر ، ونوى صيام التاسع ” ، وعلى هذا فيجوز صيام يوم عاشوراء كالأتي :

  1.  يوم قبله وبعده وهو الأكمل .
  2.  يوم التاسع والعاشر ، وعليه أكثر الأحاديث .
  3.  يوم العاشر فقط .

ومسألة كراهة إفراد يوم عاشوراء بالصوم من المسائل الخلافية بين العلماء ، وقد أفتى الشيخ ابن باز رحمه الله بكراهة إفراده . انتهى .

الشاهد :

وصيام يوم عاشوراء سنة مؤكدة يُثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها وعلى هذا لا يظن البعض أنه إن لم يصوم ذلك اليوم فإنه آثم ومذنب ، بل حرم نفسه من أجر وثواب صيام هذا اليوم .

المرجع :

المناسبات الموسمية بين الفضائل والبدع والأحكام .

د / حنان بنت علي اليماني .

ط / مكتبة الأسدي ” ص 29 – 30 ” .

فصل : استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء .

بتصرف .

الحكمة من استحباب صيام تاسوعاء

قال الإمام النووي رحمه الله : ” ذكر العلماء من أصحابنا وغيرهم في حكمة استحباب صوم تاسوعاء أوجهاً :

  1.  أن المراد به مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر .
  2.  أن المراد به وصل يوم عاشوراء بصوم ، كما نهى أن يُصام الجمعة وحده ، ذكرهما الخطابي وآخرون .
  3.  الاحتياط في صوم العاشر ، خشية نقص الهلال ووقع غلط ، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر .

وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة أهل الكتاب .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” نهى صلى الله عليه وسلم عن التشبّه بأهل الكتاب في أحاديث كثيرة مثل قوله في عاشوراء : < لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع > . انتهى .

المرجع :

المناسبات الموسمية بين الفضائل والبدع والأحكام .

د / حنان بنت علي اليماني .

ط / مكتبة الأسدي ” ص 30 ” .

فصل : الحكمة من استحباب صيام تاسوعاء .