شرح لأسماء الله الحسنى ” الشافي ”

ومن أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ” الشافي ” :

وهو من الأسماء الثابتة في السنة النبوية ، فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها وعن أبيها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوّذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول :

{ اللهمّ ربَّ الناس ، أذهب الباسَ ، واشفِه وأنت الشافي ، لا شفاءَ إلا شفاؤك ، شفاءً لا يُغادر سَقما } .

الشافي : أي الذي منه الشفاء ، شفاء الصدور من الشبه والشكوك والحسد والحقد وغير ذلك من أمراض القلوب ، وشفاءُ الأبدان من الأسقام والآفات ، ولا يقدر على ذلك غيره ، فلا شفاء إلا شفاؤه ، ولا شافي إلا هو، كما قال إبراهيم الخليل عليه السلام : { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } (80) سورة الشعراء . أي : هو وحده المتفرد بالشفاء لا شريك له ، ولذا وجب على كل مكلّف أن يعتقد عقيدة جازمة أنه لا شافي إلا الله . انتهى .

المرجع :

فقه الأسماء الحسنى ، لعبد الرزاق البدر ، ط / دار التوحيد ” 330 331 ” .

فصل : الشافي . بتصرف .

لم تُغنِ عنه صناعته شيئا

أبو سعيد الطبيب ، أسلم على يد القاهر بالله ولم يسلم ولده ولا أحد من أهل بيته ، وقد كان مقدماً في الطب وعلوم أخرى كثيرة . توفي في ذي القعدة من سنة 331هـ بعلّة الذرب ولم تغن عنه صناعته شيئا ، جاءه الموت . وما أحسن ما قال بعض الشعراء في ذلك :

قل للذي صنع الدواء بكفّه * أترد مقدوراً عليك قد جرى
مات المداوي والمداوى والذي * صنع الدواءَ بكفّه ومن اشترى .
الذرب : داءٌ يعرض للمعدة فلا تهضم الطعام ويفسد فيها ولا تمسكه . انتهى .
الشاهد :
إن عرض لك عارض – أجارك الله – من مرض ونحوه فلا حرج من الذهاب إلى الطبيب وتناول العلاج ولكن قبل أن تذهب استشعر معنى اسم الشافي ، فالشافي هو الله قبل كل شيء وإنما جعل الطبيب سبباً للشفاء .
المرجع :
البداية والنهاية .
ابن كثير الدمشقي رحمه الله.
ط / دار الأخيار .
ج 11 “ص 170 – 171 “.
فصل :
ثابت بن سنان بن قرة الصابي .
بتصرف .