جمالُ الخُلق والخِلقة

الحُسنُ والجمال نعمة يُنعم الله بها على مَن يشاءُ من عباده فأجمل مَن خلق من البشر آدم عليه السلام والذي هو في غاية نهايات الحُسن البشري ، لأن الله تعالى خلقه بيده ، ونفخ فيه من روحه ، ولهذا يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم وحسنه . ولم يأتِ أحد بعده في الجمال إلا يوسف عليه السلام فقد أعطي شطر الحُسنُ ” أي نصف جمال آدم ” ولم يكن بينهما أحسن منهما ، قال ابن مسعود : وكان وجه يوسف مثل البرق ، وكان إذا أتته امرأة لحاجة غطّى وجهه . وقال غيره : كان في الغالب مبرقعاً لئلا يراه الناس . وممن رُزق الجمال والحُسن علي بن محمد بن أحمد الحسن أبو الحسن الواعظ البغدادي ، ارتحل إلى مصر فأقام بها حتى عُرف بالمصري ، وكان له مجلس وعظ فيه الرجال والنساء وكان يتكلم وهو مبرقع لئلا يرى النساء حُسن وجهه .

أما النساء فأجملهن حواء عليها السلام ، ولم يأتِ بعدها في الجمال إلا سارة امرأة إبراهيم عليه السلام ، كما أنه لم تكن أنثى بعد حواء أشبه بها من سارة امرأة الخليل عليه السلام . انتهى .

الشاهد :

مما لا شك فيه أن من سبق ذكرهم اتصفوا بجمال الخُلق والخِلقة ، أما في وقتنا الحاضر فقلما تجد من يبحث عن جمال الخُلق … !

المراجع :

قصص الأنبياء ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ، ط / دار المعرفة ، ” ص 240 – 254 ” . فصل : قصة يوسف عليه السلام .

البداية والنهاية ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ، ط / دار الأخيار . ” ج 11 / ص 184 ” ، فصل : سنة 338 هـ ، بتصرف .

 

شرح لأسماء الله الحسنى ” الجميل “

ومن أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ” الجميل ” :

عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرّة من كبر . قال رجلٌ : إن الرجل يحبُ أن يكون ثوبُه حسناً ونعلُه حسناً ، قال : إن الله جميلٌ يُحب الجمال ، الكبر بطرق الحق وغمط الناس } ، صحيح مسلم رقم :  ” 91 ” .

وهذا الاسم الكريم – الجميل – يدل على ثبوت الجمال لله سبحانه في أسمائه وصفاته وفي ذاته وأفعاله ، فأسماؤه كلها حسنى ، وصفاته كلها صفات كمال ، وأفعاله كلها حكمة ومصلحة وعدل ورحمة . قال العلامة ابن القيم رحمه الله : وجماله سبحانه على أربع مراتب :

  1. جمال الذّات .
  2. جمال الصفات .
  3. جمال الأفعال .
  4. جمال الأسماء . انتهى .

المرجع :

فقه الأسماء الحسنى ، لعبد الرزاق البدر ، ط / دار التوحيد ” 335 ” ، فصل : الجميل ، بتصرف .