ما أنا بأجهل من الهدهد !

كان أحد المعلمين يجلس بين طلابه فسُئل عن مسألة فقال : لا أعلمها ، فقال أحد طلابه : أنا أعلم هذه المسألة ، فغضب المعلم وهمّ به ، فقال له : أيها المعلم ! لست أنت أعلم من سليمان بن داود ولو بلغت من العلم ما بلغت ، ولست أنا أجهل من الهدهد وقد قال لسليمان ( أحطت بما لم تحط به ) فلم يعتب عليه ولم يعنفه . انتهى .

الشاهد :

قد تجد في النهر ما لا تجده في البحر !

المرجع :

مفتاح دار السعادة ، الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله ، ط / دار طيبة الخضراء ، دار ابن حزم

” ص 241 ” ، فصل : تخريج حديث قوله صلى الله عليه وسلم : ” يحمل هذا العلم .. ” الوجه 145 ، بتصرف.

بم تُنال الكرامة ؟

إذا أكرمك الناس لمالٍ أو سلطانٍ فلا يُعجبنك ذلك ، فإن زوال الكرامة بزوالهما ، ولكن ليعجبك إن أكرموك لعلمٍ أو دين .

وبالمثال يتضح المقال :
قدم عبدالله بن المبارك مرة الرقة وبها هارون الرشيد ، فلما دخلها احتفل الناس به وازدحموا حوله ، فأشرفت أم ولد الرشيد من قصر هناك فقالت : ما للناس ؟ فقيل لها : قدم رجل من علماء خرسان يقال له عبدالله بن المبارك فانجفل الناس إليه . فقالت المرأة : هذا هو الملك ، لا ملك هارون الرشيد الذي يجمع الناس عليه بالسوط والعصا والرغبة والرهبة . انتهى.

الشاهد :

قال الله تعالى : { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } .
المراجع :
مفتاح دار السعادة ، الإمام ابن قيم الجوزية رحمه ، ط / دار طيبة الخضراء ، دار ابن حزم
” ص 193 ” ، فصل : تخريج حديث قوله صلى الله عليه وسلم : يحمل هذا العلم ” الوجه 40 “.

البداية والنهاية ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ، ط / دار الأخيار “ج 10/ص 432”.
فصل : عبدالله بن المبارك ، بتصرف.

 

رحم الله امرأ عرف قدر نفسه !

قال حدثنا ابن عائشة ، عن أبيه ، قال : بلغ عمر بن عبد العزيز أن ابناً له اشترى فصاً بألف درهم ، فتختم به . فكتب إليه عمر : عزيمة مني عليك ، لما بعت الفص الذي اشتريته بألف درهم ، وتصدقت بثمنه ، واشتريت فصاً بدرهم نقشت عليه : رحم الله امرأ عرف قدر نفسه . انتهى .

الشاهد :

لله درك يا عمر !

المرجع :

سيرة ومناقب عمر بن عبد العزيز ، الإمام ابن الجوزي رحمه الله ، ط / دار المنار ” 134 ” ، فصل : رحم الله امرأ عرف قدر نفسه ، بتصرف .

الأسد والغزالة

ذكر عن بعض الصالحين أنه قال : رأيت في المنام رجلا وهو في برية وأمامه غزالة وهو يجري خلفها وهي تفر منه وأسد كأعظم ما يكون خلقة وقد همَّ أن يلحقه والرجل يردّ رأسه وينظر إلى الأسد فلا يجزع منه ثم يجري خلف الغزالة حتى لحق به الأسد فقتله . فوقفت الغزالة تنظر إليه وهو مقتول إذ جاء رجل آخر قد فعل ما فعله المقتول فقتله الأسد ولم يدرك الغزالة فخرج آخر ففعل كذلك قال فما زلت أعد واحدا بعد واحد حتى عددت مائة رجل صرعى والغزالة واقفة فقلت إن هذا لعجب! فقال الأسد : مم تعجب؟ أو ما تدري من أنا ومن هذه الغزالة؟ فقلت : لا فقال : أنا ملك الموت وهذه الغزالة الدنيا وهؤلاء أهلها يجدّون في طلبها وأنا أقتلهم واحدا بعد واحد حتى آتي على آخرهم . فاستيقظت فزعا مرعوبا . انتهى

الشاهد :

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا واجعل الجنة هي دارانا وقرارنا ، اللهم آمين .

المرجع :

بستان الواعظين رياض السامعين ، الإمام ابن الجوزي رحمه الله ، ط / المكتبة العصرية ” ص 197 ، 198 ” ، فصل : مثل الدنيا والموت ، بتصرف .

اللهم اغفر لي ما بينهما !

قال عمر بن عبد العزيز : ” اللهم إني أطعتك في أحب الأشياء إليك وهو التوحيد ، ولم أعصك في أبغض الأشياء إليك وهو الكفر فاغفر لي ما بينهما ” . انتهى .
المرجع :
سيرة ومناقب عمر بن عبد العزيز ، الإمام ابن الجوزي رحمه الله ، ط / دار المنار
” ص 148 ” ، الباب : 31 ، في ذكر مناجاته ودعائه ، بتصرف .