شرح لأسماء الله الحسنى ” الحكيم “

ومن أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ” الحكيم ” :

وقد ورد ” الحكيم ” في القرآن الكريم ما يقرب من 100 مرة ، قال الله تعالى : { والله عزيز حكيم } البقرة : 228 ، وقال تعالى : { وهو الحكيم الخبير } الأنعام : 18 ، وقال تعالى : { وكان الله واسعاً حكيما } النساء : 130 .

وهذا الاسم العظيم دال على ثبوت كمال الحُكم لله وكمال الحِكمة .

فمن كمال حكمته سبحانه في خلقه وفي أمره وشرعه أن يضع الأشياء في مواضعها وينزلها منازلها ، ولا يتوجه إليه سؤال ولا يقدح في حكمته مقال .

أما الحكمة في الخلق فإنه سبحانه خلق الخلق بالحق ، ومشتملا على الحق ، وكان نهايته وغايته الحق ، أوجده بأحسن نظام ، ورتبه بأكمل إتقان ، وأعطى كل مخلوق خلقه اللائق به .

وأما الحكمة في أمره وشرعه فإن تعالى شرّع الشرائع ، وأنزل الكتب ، وأرسل الرسل ليَعرِفَه العباد ويعبدوه ، فلم يخلقهم هملاً ، ولم يوجدهم سُدىً ، بل خلقهم لأكمل مقصد ، وأوجدهم لأجلّ غاية . انتهى .

المرجع :

فقه الأسماء الحسنى ، لعبد الرزاق البدر ، ط / دار التوحيد ” 208 – 211 ” ، فصل : الحكيم ، الحكم ، بتصرف .

ملك الغابة والثعلب

مرض الأسد ، فعاده السباع ما خلا الثعلب ، فقال الذئب : أيها الملك مرضت ، فعادك السباع ، إلا الثعلب . قال فإذا حضر فأعلمني ، فبلغ ذلك الثعلب ، فجاء فقال له الأسد ، يا أبا الحصين ، مرضت ، فعادني السباع كلهم ، ولم تعدني أنت ، قال : بلغني مرض الملك ، فكنت في طلب الدواء له . قال : فأي شيء أصبت ؟ قال : قالوا خرزة في ساق الذئب ينبغي أن تخرج ، فضرب الأسد بمخالبيه ساق الذئب ، فانسل الثعلب وخرج ، فقعد على الطريق ، فمر به الذئب والدم يسيل عليه ، فقال له الثعلب : يا صحاب الخف الأحمر ، إذا قعدت بعد هذا عند سلطان ، فانظر ما يخرج من رأسك ! انتهى .

الشاهد :

من حفر حُفرةً لأخيه وقعَ فيها !

المرجع :

الأذكياء ، الإمام ابن الجوزي رحمه الله ، ط / مكتب نزار مصطفى الباز ” ص 245 ” ، الباب 33 ، بتصرف .

شرح لأسماء الله الحسنى ” القويّ “

ومن أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ” القويّ ” :

قال الله تعالى : { فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} (66) سورة هود القويّ : أي الذي لا يعجزه شيء ، ولا يغلبه غالب ، ولا يرد قضاءه راد ، ينفذ أمره ويمضي قضاؤه في خلقه ، يُعز من يشاء ، ويُذل من يشاء ، وينصُر من يشاء ، ويخذلُ من يشاء ، فالقوة لله جميعاً ، لا منصور إلا من نصره ، ولا عزيز إلا من أعزّه .

قال الله تعالى : { إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ } (160) سورة آل عمران . ، وكذلك المخذول من خذلهُ الله ، والذّليل من أذّله الله .انتهى .

المرجع :

فقه الأسماء الحسنى ، لعبد الرزاق البدر ، ط / دار التوحيد ” ص 183 ” ، فصل : القويّ ، المتين ، بتصرف .

رياضة المصارعة

عُرف في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أنواعاً من الرياضة كالجري على الأقدام ، الرماية ، الفروسية ، المصارعة : حيث كانت تظهر فيها قوة الرجال بحيث يلقي أحد المنافسين الآخر أرضاً دون إيذاء أو سخرية منه ، كما فعل نبينا صلى الله عليه وسلم مع رُكانة بن يزيد أشد قريش فكان من خبرهما : روى أبو بكر الشافعي بإسناد جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رُكانة بن يزيد  صارع النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات ، كل مرة على مائة من الغنم ، فلما كان في الثالثة  قال : يا محمد ما وضع ظهري إلى الأرض أحد قبلك ، وما كان أحد أبغض إليّ منك . وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، فقام عنه رسول الله صلى الله عليه ورد عليه غنمه .

ومن الخلفاء الذين أُعجبوا بهذه الرياضة المطيع لله أبو القاسم الخليفة العباسي سنة : 334 – 363 هـ حيث كان الرجال يتصارعون أمامه بحضور جمعٍ من الناس  في المكان الذي هو فيه .

الشاهد :

وما يتمّ عرضه في وقتنا الحاضر من رياضة المصارعة عبر بعض وسائل الإعلام المختلفة ليس لها ضوابط وفيها من الإيذاء والإضرار الشديد المفضي للهلاك ، وهذا منهيٌ عنه في شريعتنا السمحاء .

المراجع :

البداية والنهاية ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ، ط / دار الأخيار ” ج 11 / 176 ” ، فصل : خلافة المطيع لله .

الفروسية الشرعية في الإسلام ، الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله ، ط / دار الكتاب العربي

” ص 14 ” ، فصل : مصارعته صلى الله عليه وسلم ركانة ، بتصرف .

تاريخ الخلفاء ، الإمام السيوطي رحمه الله ، ط / مكتبة نزار مصطفى الباز ” 286 ” ، فصل : المطيع لله أبو القاسم .

الشبكة العنكبوتية : الرياضة التي عُرفت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم . بتصرف . انتهى .

أركان شُكر النعم

الشُكر للنعم مبني على ثلاثة أركان :

  1.  الإقرار بالنعمة وإضافتها إلى المُنعم بها .
  2.  صرفها في مرضاة المُنعم .
  3.  العمل فيها بما يُحب المُنعم .

فلا يكو العبد شاكراً إلا بهذه الأركان الثلاثة . انتهى .

الشاهد :

اللهم أدم علينا نعمك ووفقنا لشكرها ، اللهم آمين .

المرجع :

مفتاح دار السعادة ، الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله ،

ط / دار طيبة الخضراء ، دار ابن حزم ” ص 243 ”

فصل : تخريج حديث قوله صلى الله عليه وسلم : ” يحمل هذا العلم من كل … ” بتصرف .