الوقفة الثانية مع سورة الفاتحة

أسماء سورة الفاتحة

لهذه السورة العظيمة أسماء كثيرة ، نذكر بعضاً منها :

  1. فاتحة الكتاب ” القرآن الكريم “ : ومعناها : فاتحة كل شيء أي بدايته ولذا سميت الفاتحة . قال الله تعالى : { الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (2) سورة الفاتحة .
  2. السبع المثاني : سميت بذلك لأنها تُثنّى أي تكرّر في كل ركعة من الصلاة ، قال الله تعالى : { وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ } (87) سورة الحجر.
  3. أم الكتاب : سميت بذلك لاشتمالها على أصول ما جاء في القرآن من العقائد والعبادات والشرائع والقصص ، قال الله تعالى : { وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } (4) سورة الزخرف.
  4. أم القرآن : قال الإمام أحمد : حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا ابن أبي ذئب وهاشم بن هاشم عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في أم القرآن : { هي أم القرآن وهي السبع المثاني وهي القرآن العظيم } . انتهى.

المراجع :

تفسير القرآن العظيم ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ، ط / مكتبة الرشد ” ج 1 / ص 11 ” ، سورة الفاتحة .

أيسر التفاسير ، الشيخ / أبي بكر جابر الجزائري حفظه الله ، ط / دار الحديث ” ج 1 / ص 9 ، 10 ” ، تفسير سورة الفاتحة ، بتصرف.

 

وقفات مع بعض سور القرآن العظيم

مع إطلالة شهر رمضان المبارك لعام 1436هـ نبدأ بإذن الله تعالى بعرض بعض سور القرآن الكريم مع التفسير بشكل موجز وذكر بعض الفوائد واللطائف ، ونبدأ بالله مستعينين بسورة الفاتحة والتي تحتوي على 19 وقفة ، سألين المولى عز وجل أن ينفعنا بها أجمعين .

” الوقفة الأولى ”

ينقسم القرآن الكريم إلى أربع أرباع ، وكل ربع افتتح بسورة أولها الحمد ، وإليكم التفاصيل :

الربع الأول :

قال الله تعالى : { الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (2) سورة الفاتحة .

الربع الثاني :

قال الله تعالى : { الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ } (1) سورة الأنعام .

الربع الثالث :

قال الله تعالى :{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا } (1) سورة الكهف.

الربع الأخير :

قال الله تعالى : { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ } (1) سورة سبأ.

قال الله تعالى : { الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (1) سورة فاطر. انتهى .

المرجع:

أسرار ترتيب سور القرآن ، الإمام جلال الدين السيوطي رحمه الله ، ط / المكتبة العصرية ” ص 46 ” ، فصل : سورة الأنعام ، بتصرف.

76. قطوف من السيرة المحمدية ” فتاوى إمام المُفتين في الصوم “

بسم الله الرحمن الرحيم

قطوف من السيرة المحمدية

على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم

” العناوين ”

فتاوى إمام المُفتين عليه الصلاة والسلام في الصوم :

  1. أي الصوم أفضل ؟
  2. صيام التطوع .
  3. أفأكتحل وأنا صائم ؟
  4. من أكل أو شرب ناسياً وهو صائم كيف يصنع ؟
  5. من مات وعليه صوم نذر كيف يصنع ؟
  6. صوم الاثنين والخميس .
  7. صوم يوم الجمعة .

” التفاصيل ”

فتاوى إمام المُفتين عليه الصلاة والسلام في الصوم :

  1. أي الصوم أفضل ؟ :

سُئل عليه الصلاة والسلام أي الصوم أفضل ؟ فقال : { شعبان لتعظيم رمضان } قيل : فأي الصدقة أفضل ؟ قال : { صدقة رمضان } ذكره الترمذي ، والذي في الصحيح أنه سُئل : أي الصيام أفضل بعد شهر رمضان ؟ فقال : { شهر الله الذي تدعونه المحرم }  قيل : فأي الصلاة بعد المكتوبة ؟ قال : { الصلاة في جوف الليل }.

قال شيخنا : ويحتمل أن يريد بشهر الله المحرم أول العام ، وأن يريد به الأشهر الحرم ، والله أعلم.

  1. صيام التطوع :

دخل عليه الصلاة والسلام على أم هانئ فشرب ، ثم ناولها فشربت ، فقالت : إني كنت صائمة ، فقال : { الصائم المتطوع أمير نفسه ، إن شاء صام ، وإن شاء أفطر } ذكره أحمد.

  1. أفأكتحل وأنا صائم ؟

سأله عليه الصلاة والسلام رجل ، فقال : قد اشتكيت عيني ، أفأكتحل وأنا صائم ؟ قال : { نعم } ذكره الترمذي.

  1. من أكل أو شرب ناسياً وهو صائم ؟

سألته عليه الصلاة والسلام عن ذلك امرأة أكلت معه فأمسكت ، فقال : { ما لك ؟ } فقالت : كنت صائمة فنسيت ، فقال ذو اليدين : الآن بعدما شبعت ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : { أتمي صومك ، فإنما هو رزق ساقه الله إليك } ذكره أحمد.

  1. من مات وعليه صوم نذر كيف يصنع ؟ :

سألته عليه الصلاة والسلام امرأة فقالت : إن أمي ماتت وعليها صوم نذر ، أفصوم عنها ؟ فقال : { أرأيت لو كان على أمك دين فقضيته ، أكان يؤدى ذلك عنها ؟ قالت : نعم ، قال : { فصومي عن أمك } متفق عليه.

  1. صوم يوم الاثنين والخميس :

سُئل عليه الصلاة والسلام عن صوم يوم الاثنين ، فقال : { ذاك يوم ولدت فيه ، وفيه أُنزل علىّ القرآن } ذكره مسلم.

وسأله عليه الصلاة والسلام أسامة فقال : يا رسول الله إنك تصوم حتى لا تكاد تفطر ، وتُفطر حتى لا تكاد تصوم ، إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما ، قال : { أي يومين ؟ } قال : يوم الاثنين والخميس ، قال : { ذلك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين ، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم } ذكره أحمد.

  1. صوم يوم الجمعة :

سأله عليه الصلاة والسلام رجل : أصوم يوم الجمعة ولا أُكلم أحداً ؟  فقال : { لا تصم يوم الجمعة إلا في أيام هو أحدها أو في شهر ، وأما أن لا تكلم أحداً فلعمري أن تكلم بمعروف أو تنهى عن منكر خير من أن تسكت } ذكره أحمد.

 

  • انتهى –

فاللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا محمد ” عليه الصلاة والسلام ”

المرجع :

  • إعلام الموقعين عن رب العالمين ، الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله ، ط / دار الحديث ” ج 4 / ص 514 – 517 ” ، فصل فتاوى إمام المُفتين صلى الله عليه وسلم في الصوم.

يوم الجمعة

سُميت الجُمُعة – جُمُعة – لأنها مشتقة من الجَمع ، وسُميَ يوم الجُمُعة بهذا الاسم لأن أهل الإسلام يجتمعون فيه في كل أسبوع مرة بالمساجد ، وفي هذا اليوم كمل جميع الخلائق وهو اليوم السادس من الستة التي خلق الله فيها السماوات والأرض ، وفيه خُلق آدم وأُدخل الجنة ، وأُخرج منها وفيه تقوم الساعة ، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه إياه.

وقد ثبت أن الأمم قبلنا أُمروا به فضلوا عنه ، واختار اليهود يوم السبت الذي لم يقع فيه خلق آدم ، واختار النصارى يوم الأحد الذي ابتدئ فيه الخلق ، واختار الله لهذه الأمة يوم الجُمُعة الذي أكمل الله فيه الخليقة ، وقد أمر الله تعالى المؤمنين بالاجتماع لعبادته يوم الجُمُعة.

وقد كان يقال له في اللغة القديمة يوم العروبة. انتهى .

الشاهد :

قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } (9) سورة الجُمُعة.

المرجع :

تفسير القرآن العظيم ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ، ط / مكتبة الرشد ” ج 5 / ص 89 ، 90 ” ، تفسير سورة الجُمُعة ” آية :  9 ، 10 ” ، بتصرف.

شرح لأسماء الله الحسنى ” الجامع “

ومن أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ” الجامع ” :

قال الله تعالى : { رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ } (9) سورة آل عمران.

الجمعُ في اللغة عبارة عن ضمُ الشيء إلى الشيء ، وهو التأليف ، وله أكثر من معنى.

والجامع في حق وصف الله تعالى يكون ذاتياً وفعلياً كما يلي :

فذاتياً : هو جَمعهُ سبحانه وتعالى للفضائل كلها والصفات الجميلة أجمعها .

وأما فعلياً : فهو ما دل عليه القرآن العظيم في غير ما آية ، بأنه سبحانه وتعالى هو الجامع حقاً ، جَمعَ بين المتفرقات والمتماثلات والمضادات.  انتهى .

المرجع :

* أسماء الله الحسنى ، الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله ، ط / المكتبة التوفيقية ” ص 136 ، 137 ” ، فصل : الجامع ، بتصرف.