خُسُوف القمر          

قال أهل العلم أنّ سببه هو توسُطُ الأرض بينه وبين الشمس ، حتى يصير القمرُ ممنوعاً من اكتساب النور من الشمس ويبقى ظلامُ ظِلّ الأرض في ممرّه ، لأن القمرَ لا ضوءَ له أبداً ، وأنه يكتسبُ الضّوءَ من الشمس ، وخُسُوف القمرِ يختلفُ باختلاف أوضاع المساكن ، إذ الخُسُوف عارضٌ في جهةٍ وهو عبوره في ظلام ِظلّ الأرضِ ، وأطولُ ما يمتدُ زمانُ الخُسُوف القمريّ أربعُ ساعات.

الشاهد :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم موت ولده إبراهيم : ” إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحدٍ ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة ” ، انتهى.

المرجع :

مفتاح دار السعادة ، الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله ، ط / دار طيبة الخضراء ، دار ابن حزم ” 692 – 696 ” ، فصل :  في استقبال الشمس والقمر واستدبارهما ، بتصرف.

الوقفة الثامنة والأخيرة مع سورة الكافرون

تأملات في سورة “الكافرون “( 3 – 3 )
كيف النجاة من الشرك ؟
بعد أن استعرضنا الشرك بنوعيه فيجدر بنا أن نذكر بعض ما جاءت به السنة المطهرة وبعض أقوال السلف الصالح في هذا الموضوع.
ثبت في السنة دعاء الخوف من الشرك وهو : ” اللهم إني أعوذ بك أن أُشرك بك وأنا أعلم ، وأستغفرك لما لا أعلم “.
قال الفضيل بن عياض رحمه الله : ترك العمل لأجل الناس رياء والعمل لأجل الناس شرك ، والإخلاص أن يُعافيك الله منهما.
سُئل بعض الحكماء رحمهم الله من المُخلص ؟
فقال : المُخلص الذي يكتم حسناته كما يكتم سيئاته.
وقيل لبعضهم : ما غاية الإخلاص ؟
قال : أن لا تُحب محمدة الناس .
اللهم عافنا منهما واعف عنا ، اللهم آمين . انتهى.
المراجع :
الكبائر ، الإمام شمس الدين الذهبي رحمه الله ، ط / المكتبة التوفيقية ” ص 12 – 14″ ، الكبيرة الأولى ” الشرك بالله ، بتصرف.
حصن المسلم ، د . سعيد بن وهف القحطاني حفظه الله ، ط / مكتبة فهرسة الملك فهد الوطنية ” ص 119 ” ، دعاء الخوف من الشرك.

الوقفة السابعة مع سورة الكافرون ” تأملات – 2 – “

تأملات في سورة الكافرون ( 2 – 3 )

النوع الثاني من الشرك : الرياء بالأعمال كما قال الله تعالى : { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (110) سورة الكهف. أي لا يرائي بعمله أحدا.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” رُبّ صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش ، ورُبّ قائم ليس له من قيامه إلا السهر “ يعني أنه إذا لم تكن الصلاة والصوم لوجه الله تعالى فلا ثواب له. انتهى.

المرجع :

الكبائر ، الإمام شمس الدين الذهبي رحمه الله ، ط / المكتبة التوفيقية ” ص 12 – 14″ ، الكبيرة الأولى ” الشرك بالله ، بتصرف.

الوقفة السادسة مع سورة الكافرون ” تأملات “

تأملات في سورة الكافرون ( 1 – 3 )

لما كانت السورة تتحدث عن البراءة من الشرك والإخلاص لله سبحانه وتعالى فحريٌ بنا أن نوضح ماهية الشرك بأنواعه ، وكيف النجاة منه ؟  أكبر الكبائر الشرك بالله تعالى وهو نوعان :

أحدهما : أن يجعل لله نداً ويُعبد غيره من حجر أو شجر أو شمس أو قمر أو نبي أو شيخ أو نجم أو ملك أو غير ذلك ، وهذا هو الشرك الأكبر الذي ذكره الله عز وجل في قوله : { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } سورة النساء : ” 48 ، 116 ” .

فمن أشرك بالله ثم مات مشركاً فهو من أصحاب النار قطعاً ، كما أن من آمن بالله ومات مؤمناً فهو من أصحاب الجنة وإن عذب بالنار. انتهى.

المرجع  :

الكبائر ، الإمام شمس الدين الذهبي رحمه الله ، ط / المكتبة التوفيقية ” ص 11 ” ، الكبيرة الأولى ” الشرك بالله ، بتصرف.

 

الوقفة الخامسة مع سورة الكافرون ” شرح كلمات السورة “

 

( 1 ) { قُلْ} : أي يا رسول الله .

{ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } : أي المشركون وهم الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل السهمي والأسود بن المطلب وأمية بن خلف.

( 2 ) { لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ }: أي من الآلهة الباطلة الآن.

( 3 ) { وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ } :  أي الآن.

( 4 ) { وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ } : أي في المستقبل أبداً.

( 5 ) { وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ } :  أي في المستقبل أبداً لعلم الله تعالى بذلك.

( 6 ) { لَكُمْ دِينُكُمْ } : أي ما أنتم عليه من الوثنية لن تتركوها أبداً حتى تهلكوا. { وَلِيَ دِينِ } : أي الإسلام فلا أتركه أبداً ، انتهى.

المرجع  :

أيسر التفاسير ، الشيخ أبي بكر جابر الجزائري حفظه الله ، ط / دار الحديث ” ص 743 ” ، تفسير سورة الكافرون ، بتصرف.