رسالة لمن لم يحُجّ

من فاته في هذا العام القيام بعرفة ، فليقم لله بحقه الذي عرفه ، من عجز عن المبيت بمزدلفة  فليبت عزمه على طاعة الله وقد قربه وأزلفه ، من لم يمكنه القيام بأرجاء الخيف فليقم لله بحق الرجاء والخوف ، من لم يقدر على نحر هديه بمنى فليذبح هنا ، وقد بلغ المنا ، من لم يصل إلي البيت لأنه منه بعيد ، فليقصد ربّ البيت فإنه أقرب إلى من دعاه ورجاه من حبل الوريد. انتهى.

الشاهد :

قال الله تعالى : { … وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً … } (97) سورة آل عمران

المرجع :

لطائف المعارف ، الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله ، ط / دار الحديث ” ص 385 ” ، فصل : وظائف شهر ذي الحجة ، مبحث : تنوع أحوال الصادقين في عرفة . بتصرف .

فضائل ماء زمزم .

ماء زمزم عين من عيون الجنة ، وأولى الثمرات التي أعطاها الله بدعاء إبراهيم عليه السلام ، وهو سبب لعمران وحياة مكة المكرمة ، ومن الآيات البينات في الحرم ، ومن أعظم النعم والمنافع المشهودة عند البيت الحرام ، وهو خير ماء على وجه الأرض ، وظهر بواسطة بواسطة جبريل عليه السلام ، ونبع في أقدس بقعة على وجه الأرض ، وغسل به قلبي النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة ، وبارك في رسول الله صلى الله عليه وسلم بريقه الشريف ، وهو طعام طعم وشفاء من كل داء ، وإنه يذهب الصداع ، والنظر فيه يجلو البصر ، وهو لما شرب له من أبواب الخير فيوفي الله له بذلك ، والتضلع منه علامة الإيمان وبراءة من النفاق ، وهو شراب الأبرار ، ومن أفضل التحف والقرى ، ويكسب الجسم قوة ، ولا يفنى على كثرة الاستقاء ، وقد مضى عليه نحو خمسة آلاف سنة فهو أقدم ماء بئر على وجه الأرض .

من آداب شرب زمزم :

يستحب لشاربه أن يأخذ السقاء بيمينه ، ويستقبل القبلة ، ويسمى الله قبل الشرب ، ويشرب قائما أو قاعدا ، ويتنفس ثلاثا ، ويتضلع منه ، ويحمد الله بعد الشرب ، ويدعو الله من خيري الدنيا والآخرة فإن ذلك من أوقات الإجابة .

مجمع مياه زمزم :

وفي سنة 1415هـ تم تنفيذ هذا المجمع في كدى مكة المكرمة ، وهو مزود بأجهزة لنقل المياه من البئر إلى خزان خرساني مسلح سعته ( 15.000 متر مكعب ) ، وهو مرتبط مع الخزان العلوي والذي يقوم بخدمة نقاط التغذية لتعبئة الجوالين ، ونقل الماء بالسيارات إلى أماكن مختلفة بالمملكة العربية السعودية وخاصة إلى المسجد النبوي . انتهى .

المرجع :

تاريخ مكة المكرمة قديما وحديثا ، د / محمد إلياس عبد الغني حفظه الله ، ط / مكتبة فهرسة الملك فهد الوطنية ” 77 – 79 ” ، فصل : بئر زمزم ، بتصرف.

حجٌ مبرور وسعيٌ مشكور

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منك حجّك إن كنت حاجّاً !

محمد بن إسماعيل أبو عبد الله المغربي ” أبو عبد الله ” كان من المعمّرين

توفي عن 120 سنة ، وله كلام مليح نافع فمنه قال : أعظم الناس ذلاً فقير داهن غنياً وتواضع له ، وأعظم الناس عزاً غني تذّلل لفقير أو حفظ حرمته ، وقد حجّ على قدميه 97 مرة ، وكان يمشي في الليل المظلم حافياً كما يمشي الرجل في ضوء النهار ، وكان المشاة يأتمون به فيرشدهم إلى الطريق فكانت قدماه مع كثرة مشيه كأنهما قدما عروس مترفة ، ولمّا مات أوصى أن يُدفن إلى جانب شيخه علي بن رزين بجبل الطور ، انتهى.

الشاهد :

اشكر الله على أن وفقكَ لطاعته !

المرجع :

البداية والنهاية ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ، ط / دار الأخيار ،” 11 / 95 – 97 ” ، فصل : سنة 299 هـ ، بتصرف .

الطواف بين النسك والمدلول

المطاف : هو الفضاء حول الكعبة المشرفة والخالي من أي بناء سوى مقام إبراهيم قال تعالى : { وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } (125) سورة البقرة ، وأول من بلّط المطاف حول الكعبة عبد الله ابن الزبير رضي الله عنهما نحوا من 5 م . وتبعه بعد ذلك إلى أن كان في عام 1375 هـ بشكل بيضاوي بمحاور كبيرة وصغيرة 50-40 م على التوالي ومع ازدياد أعداد الحجاج  والمعتمرين اقتضت الضرورة توسعة المطاف فتم ذلك بإلغاء الحصاوي والممرات ونقل المنبر والمكبرية ومدخل بئر زمزم وهدم المقامات الأربع والبناء القديم لمقام إبراهيم فأصبحت مساحة المطاف تسع لعدد كبير من الطائفين ، وقد تم ترخيمه برخام بارد يقاوم حرارة الشمس ويمكّن الطائفين من الطواف حافي القدمين في الحرارة الشديدة وزوّد المطاف بمياه زمزم المبردة في كافة جهاته ، والمسجد الحرام مفتوح طوال الليل والنهار للطائفين والعاكفين والركع السجود على مر التاريخ تلبية لقول النبي صلى الله عليه وسلم : يا بني عبد مناف إن كنتم ولاة هذا الأمر من بعدي فلا تمنعوا طائفاً ببيت الله ساعة ما شاء من ليل ولا نهار. ” قال الهيثمي رجاله ثقات مجمع الزوائد 3/273 “ .

من آداب الطواف :

قال النبي صلى الله عليه وسلم الطواف حول البيت مثل الصلاة إلا أنكم تتكلمون فيه فمن تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخير ” جامع الترمذي “

وينبغي للطائف أن يتوجه بقلبه ولسانه إلى الله عز وجل ويسأله من خيري الدنيا والآخرة في أي لغة شاء وليس هناك أذكار وأدعية مخصوصة بالأشواط ولا يشغل نفسه بالحديث في أمور الدنيا ولا يدافع ولا يؤذي.

قال الشاعر :

يا من يطوف ببيت الله بالجسد والجسم في بلد والروح في بلد
ماذا فعلت وماذا أنت فاعله مهرج في اللقا للواحد الصمد
إن الطواف بلا قلب ولا بصر على الحقيقة لا يشفي من الكمد

انتهى.

الشاهد :

في هذه الأيام تمتلئ ساحات الحرم المكي بالطائفين ويتميز الطواف بأنه من العبادات التي ترتبط بالمكان.

 المرجع :

تاريخ مكة المكرمة قديماً وحديثاً ، د / محمد إلياس عبد الغني حفظه الله ، ط / مكتبة فهرسة الملك فهد الوطنية ” 69 – 71 ” ، فصل : المطاف ، بتصرف.

نبذة عن مسجد التنعيم أو مسجد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها

 

يقع على بعد 7.5 كم عن المسجد الحرام شمالا على طريق مكة المكرمة والمدينة المنورة وهو أقرب موضع لحد الحرم بني في المكان الذي أحرمت منه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالعمرة في حجة الوداع سنة 9 للهجرة ، كما روي عن جابر رضي الله أن عائشة رضي الله عنها حاضة فنسكت المناسك كلها غير أنها لم تطف بالبيت قال فلما طهرت طافت قالت يا رسول الله * صلى الله عليه وسلم * أتنطلقون بحجة وعمرة وأنطلق بالحج ؟ فأمر عبد الرحمن بن أبي بكر أن يخرج معها إلى التنعيم فاعتمرت بعد الحج في ذي الحجة .

وقال ابن جريج : رأيت عطاء يصف الموضع الذي اعتمرت منه عائشة رضي الله عنها قال : وأشار إلى الموضع الذي ابتنى فيه محمد بن علي الشافعي المسجد .

وأعيد بناء مسجد عائشة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله على مساحة ( 84.000 متر مربع ) تشمل المرافق التابعة له بتكلفة ( 100 مليون ريال ) ، أما مساحة المسجد فهي ( 6.000 متر مربع ) ويستوعب نحو (15.000 مصل ). انتهى.

المرجع :

تاريخ مكة المكرمة قديما وحديثا ، د / محمد إلياس عبد الغني حفظه الله ، ط / فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية ” 17 ، 18 ” ، فصل : حدود الحرم ، بتصرف.