ما قيل في التعدد

المُغيرة بن شُعبة أبو عيسى ويقال أبو عبد الله الثقفي رضي الله عنه ، كان من دُهاة العرب ، وذوي آرائها ، أسلم عام الخندق ، وشهد الحُديبية ، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد إسلام أهل الطائف وأبا سُفيان بن حرب فهدما اللّات ، وبعثه الصدّيق إلى البحرين ، وشهد اليمامة واليرموك ، والقادسية ، وولاه الفاروق فُتوحاً كثيرة ، منها همذان وميسان ، قال الشعبي : القُضاة أربعة أبو بكر ، وعمر ، وابن مسعود ، وأبو مُوسى ، والدُهاة أربعة : معاوية ، وعمرو ، والمُغيرة بن شُعبة ، وزياد ، ومن أقوال المُغيرة رضي الله عنه : صاحب المرأة الواحدة يحيض معها ويمرض معها ، وصاحب المرأتين بين نارين يشتعلان ، وصاحب الأربعة قريرُ العين ، انتهى.

الشاهد :

ما رأيك في صاحب الزوجات الثلاثة ؟

المرجع :

البداية والنهاية ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ، ط / دار الأخيار ” ج 8 / ص 331 ، 332 ” ، فصل : المُغيرة بن شُعبة ، بتصرف.

انستقرام : dramy2010

صورة رقم : 396

كل ابن أنثى لا محالة ميت  

في ربيع الأول من سنة 479هـ تُوُفيَ بهاء الدولة أبو كامل منصور بن دُبيس بن علي الأسدي ، صاحب الحِلّة ، والنَيل ، وغيرهما مما يجاورها ، ولما سمع نظام الملك خبر وفاته قال : مات أجلّ صاحب عِمامة ، وكان فاضلاً قرأ على علي بن برهان ، فبرع بذكائه في الذي استفاد منه ، رثاه أحد أصحابه يُكنى أبا مالك :

فإن كان أودَى خِدنُنا ونديمُنا * أبو مالكِ فالنائبات تنوب
فكلّ ابن أُنثى لا محالةَ ميَتٌ * وفي كلّ حيّ للمَنون نَصيب
ولو ردّ حُزنٌ أو بُكاءٌ لهالكٍ * بَكَيْنَاهُ ما هبّتْ صَباً وجَنوبُ

انتهى .

الشاهد :

سُبحان من يُميتُ الخلائق ولا يموت !

المرجع :

الكامل في التاريخ ، الإمام ابن الأثير رحمه الله ، ط / المكتبة العصرية ” 8/198 ” ، فصل : ذكر وفاة بهاء الدولة ، بتصرف.

انستقرام : dramy2010

صورة رقم : 379

 

 

إمام الحرمين

هو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف أبو المعالي الجويني ، أقام بمكة أربع سنين يدّرس ويُفتي ، فلهذا لُقب بإمام الحرمين.

ولد سنة 419هـ ، سمع الحديث وتفقه على والده ، ودرّس بعده في حلقته ، وتفقه ببغداد ، شاعت تصانيفه في الأقطار ، منها : البرهان في أصول الفقه ، والشامل في أصول الدين ، وغيرها كثير ، مات سنة 478هـ عن تسع وخمسين سنة. وقد رُثيَ بمراثٍ كثيرة فمن ذلك قول بعضهم :

قلوبُ العالمين على المقالي * وأيامُ الورى شبهُ الليالي
أيثمرُ غصنُ أهل العلم يوماً * وقد ماتَ الإمامُ أبو المعالي

الشاهد :

أبدع في مجال عِلمك وعملك ، تأتيك الألقاب دون أن تسعى إليها !

المرجع :

البداية والنهاية ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ، ط / دار الأخيار ” 12 / 428، 429 ” ، فصل : إمام الحرمين ، بتصرف.

400 جمل

في سنة 385 هـ توفي الصاحب أبو القاسم إسماعيل بن عبّاد ، وزير فخر الدولة بالرّيّ ، وكان واحد زمانه علماً ، وفضلاً ، وتدبيراً ، وجودة رأي ، وكرماً ، عالماً بأنواع العلوم ، عارفاً بالكتابة وموادّها ، ورسائله مشهورة مدوّنة ، وجمع من الكتب ما لم يجمعه غيره ، حتى إنّه كان يحتاج في نقلها إلى 400 جمل.انتهى .

الشاهد :

هل ترى أن وسائل التخزين الحديثة تستوعب مثل هذا الحجم من الكتب !

المرجع :

الكامل في التاريخ ، الإمام ابن الأثير رحمه الله ، ط / المكتبة العصرية ” 7 / 334 ” ، فصل : ذكر وفاة الصاحب بن عبّاد ، بتصرف.

الفُضيل بن عياض

هو الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر، الإمام القدوة الثبت شيخ الإسلام أبو علي التميمي اليربوعي الخراساني ، المجاور بحرم الله ، ولد بسمرقند ونشأ بأبيورد وارتحل في طلب العلم ، كان الفضيل بن عياض شاطراً يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس ، وكان سبب توبته أنه عشق جارية فبينا هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع تالياً يتلو : { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } (16) سورة الحديد. فلما سمعها قال : بلى يا رب قد آن ، فرجع ، فآواه الليل إلى خربة فإذا فيها سابلة ، فقال بعضهم : نرحل ، وقال بعضهم : حتى نُصبح فإن فُضيلاً على الطريق يقطع علينا ، قال : ففكرت أني أسعى بالليل في المعاصي وقوم من المسلمين ها هنا يخافوني ، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع ، اللهم إني تبت إليك وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام. انتهى.

الشاهد :

اللهم ارزقنا توبة نصوحاً قبل الممات ، اللهم آمين.

المرجع :

الكامل في التاريخ ، الإمام ابن الأثير رحمه الله ، ط / المكتبة العصرية ” ج 5 / ص 252 ” ، فصل : ذكر إيقاع الحَكَم بأهل قُرطبة ، بتصرف .