أيهما أفضل أبو بكر أم علي ؟ رضي الله عنهما

تناظر الحسين بن إسماعيل المحاملي الفقيه الشافعي المحدث مع بعض الشيعة بحضرة بعض الأكابر فجعل الشيعي يذكر مواقف علي يوم بدر وأحد والخندق وحنين وشجاعته . ثم قال للمحاملي أتعرفها ؟

قال : نعم ، ولكن أتعرف أنت أين كان الصدّيق يوم بدر ؟

كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في العريش بمنزلة الرئيس الذي يحامي عنه وعلي رضي الله عنه في المبارزة ولو فرض أنه انهزم أو قتل لم يخذل الجيش بسببه فأفحم الشيعي .

وقال المحاملي وقد قدمه الذين رووا لنا الصلاة والزكاة والوضوء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدموه عليه حيث لا مال ولا عبيد ولا عشيرة وقد كان أبو بكر يمنع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجاحف عنه وإنما قدموه لعلمهم أنه خيرهم . فأفحمه أيضاً . انتهى .

الشاهد :

رضي الله عن أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين .

المرجع :

البداية والنهاية ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ، ط / دار الأخيار ” ج 11/ ص 168 ” ،

فصل : الحسين بن إسماعيل ، بتصرف .

تأمل كيف سيق إليه رزقه !

كان الشيخ طاهر بن أحمد يأكل يوما مع أصحابه طعاما فجاءه قط فرموا له شيئا فأخذه وذهب سريعا ، ثم أقبل فرموا له شيئا أيضا فانطلق به سريعا ثم جاء فرموا له شيئا أيضا فعلموا أنه لا يأكل هذا كله فتتعبوه فإذا هو يذهب به إلى قط آخر أعمى في سطح هناك ، فتعجبوا من ذلك ، فقال الشيخ : يا سبحان الله هذا حيوان بهيم قد ساق الله إليه رزقه على يد غيره أفلا يرزقني وأنا عبده وأعبده . انتهى .

الشاهد :

فسبحان من قال * وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين * سورة هود ” آية 6 ” .

المرجع :

البداية والنهاية ، الإمام ابن كثير الدمشقي رحمه الله ، ط / دار الأخيار ” ج 12 / ص 417 ، 418 ” ، فصل : طاهر بن أحمد بن بابشاذ ، بتصرف .

قطوف من سيرة صقر قريش رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

عبد الرحمن الداخل ( 113 – 172 هـ )

” لو أصغت الطبيعة إلى مواعظنا في القناعة ، لما جرى فيها نهر إلى البحر ، ولما تحول شتاء إلى ربيع ”

– جيران –

هو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان ، ولد سنة 113هـ وكان والده سيداً من سادات بنيأمية وكانت والدته أم ولد ” جارية ” بربرية كانت من سبي بربر نفزة وكانت العرب قد أوقعت بهم في بعض الغزوات ، مات أبوه وهو صغير فكفله جده الخليفة هشام بن عبد الملك وأجرى عليه وعلى أخوته الأرزاق .

نهاية الدولة الأموية في المشرق :

اضطربت أحوال بني أمية بعد هشام بن عبد الملك الذي كان آخر من سلك طريق المجد من خلفاء بني أمية إذ اضطرب بعده حبل بني أمية وتداعت دولتهم وقتل بعضهم بعضاً .

ولم يمض بعد ذلك زمن طويل حتى رفعت الدولة العباسية راياتها السود على مرو وبايع الناس في الكوفة لأبي العباس السفاح أول خلفاء الدولة العباسية الذي أرسل جنوده للقضاء على مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية ووقعت بين الفريقين معركة هائلة هي معركة الزاب الأكبر وذلك سنة 132 هـ .

انهزم الخليفة مروان بن محمد في هذه المعركة وأصاب جنده مقتلة عظيمة وأخذ يتنقل هارباً من بلد إلى آخر ويتبعه جيش بني العباس لقتله حتى وصل إلى مصر واختبأ في كنيسة بقرية أبو صير إلا أن العباسيين اقتفوا أثره وهجموا عليه وقتلوه بعد معركة استمرت عشرة أيام وباستشهاده – رحمه الله – انتهت دولة بني أمية وانتقلت خلافة المسلمين إلى بني العباس.

ولم يكتف العباسيون بقتل مروان بن محمد بل قاموا بقتل كل من يقع تحت أيديهم من بني أمية أو مواليهم أو قوادهم ، ووقعت في هذا مذابح جماعية عظيمة كان ضحاياها من بني أمية وكثير منهم ممن لبى دعوة العباسيين إلى الأمان فأخذوا يتوافدون على مجالسهم بعد أن أعطوا الأمان من القتل إلا أن العباسيين غدروا بهم وحصدوهم حصداً في مجالسهم وفي دور الأمان الذي زعموه . كما قام سليمان بن علي ( عم السفاح ) بقتل الأمويين ورمي جثثهم على الطرقات تأكلها الكلاب .

ولم يكتف العباسيون بقتل الأحياء من بني أمية بل إنهم عمدوا إلى نبش قبور موتاهم تشفياً منهم ومحواً لآثارهم حيث قام عبد الله بن علي ( أحد قواد العباسيين ) بنبش قبر معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه – فلم يجد إلا خيطاً مثل الهباء ونبش قبر معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه – فلم يجد إلا خيطاً مثل الهباء ، ونبش قبر يزيد بن معاوية – رحمه الله – فوجد فيه حطاماً كأنه الرماد ، ونبش قبر عبد الملك بن مروان – رحمه الله – فوجد جمجمته وأعضاء متفرقة غير أن هشام بن عبد الملك – رحمه الله – وجد صحيحاً لم تبل منه إلا أرنبة أنفه فضربه بالسياط وصلبه وحرقه وذراه بالريح !

وبلغ من قسوة بني العباس على بني أمية أن قال المؤرخ الشيخ المؤرخ العلامة محمد الخضري بك : ” وأما بنو العباس فقد قسوا في معاملة بني أمية قسوة ربما لم نجد لها مثيلاً في الدول التي قامت على أثر دولة أخرى”.

وأمام هذه المجازر المتلاحقة لم يعد أمام من نجا من بني أمية إلا الهرب والتخفي وحتى هذه الوسيلة لم تنجح في خلاص الأغلبية منهم فقد ظفر العباسيون بهم وقتلوهم .

كان عبد الرحمن بن معاوية من القلة الذين استطاعوا أن يهربوا من بطش بني العباس فاستخفى عن عيونهم في قرية صغيرة على نهر الفرات ثم كلف شخصاً من معارفه أن يبتاع له دابة غير أن عيون العباسيين لحقته فطاردته خيولهم فلم يجد هو وأخوه ملجأ إلا النزول إلى الفرات والسباحة فيه وعبوره .

أما أخوه فلم يقو على العبور وعاد إلى الشاطئ فتلقفه جند العباسيين وضربوا عنقه على مشهد من عبد الرحمن ، الأمر الذي جعله يهيم على وجهه هارباً يروم المغرب حتى وصل إلى أفريقيا .

وقصة الهروب الطويلة التي قام بها عبد الرحمن الداخل من الشام إلى الأندلس قصة رائعة ذات شجون تستحق القراءة والتأمل إلا أنني سأذكرها مختصرة ؛ إذ ليس المجال هنا لذكرها كاملة ومفصلة .

في إفريقيا :

لم يجد الأمويون في أفريقيا ما كانوا يأملون فيه من أنها ستكون ملجأ يقيهم مطاردة بني العباس لأن ابن حبيب الفهري الوالي من قبل العباسيين ، كان مخلصاً لسادة العهد الجديد .

إلا أن ذلك لم يمنع عبد الرحمن من الإقامة بأفريقيا خمس سنوات ، كان عليه خلالها أن يستخفي عن عيون عبد الرحمن بن حبيب .

وبعد هذه السنين جاءه الفرج متمثلاً برسول أخته أم الإصبع وهو غلامه بدر يحمل نفقة وجواهر ، استعان بها عبد الرحمن في التمكين لنفسه بين البربر الذين تربطه بهم أواصر القرابة من جهة أمه فتقلب بين قبائلهم واستخف عند بني رستم ملوك تاهرت .

عين على الأندلس :

استغل عبد الرحمن سوء حال بلاد الأندلس التي مزقتها الانقسامات والقحط فأوقع بين القبائل المضرية واليمنية فيها .

فكاتب عبد الرحمن من في الأندلس من الأمويين وبعث إليهم مولاه بدراً وسيروا له مركباً فيه جماعة من كبرائهم فأبلغوه طاعتهم له وعادوا به إلى الأندلس سنة 138 هـ / 755 م ، فقاتلهم والي الأندلس يوسف بن عبد الرحمن الفهري فانتصروا عليه في موقعة المصارة بالقرب من قرطبة سنة 138 هـ / 755 م ، ودخل قرطبة الملك ابن الملوك عبد الرحمن الداخل معلناً قيام الدولة الأموية بالأندلس بعد عصر الولاة ، دخل ” الداخل ” وكأن المُلك يسري في عروقه عرق عزيز شريف حمل نور الإسلام من الصين إلى شمال الأندلس ولم توقفه حملات الأعداء ولا مصاعب الزمان من أن يثبت أن للحق رجاله وأن للمُلك أسوده وشجعانه .

ولم تنجح محاولات أبي جعفر المنصور العباسي والفهري وحليفه شارلمان الفرنسي وصاحبه الصميل في القضاء على هذه الدولة . فقد هُزم الفهري وقُتل سنة 142 هـ / 759 م . ومات الصميل في السجن .

محاولة أبي جعفر المنصور استعادة الأندلس :

لم يهدأ لأبي جعفر المنصور بالٌ من ناحية عبد الرحمن الداخل فعمل على القضاء عليه فأرسل له قائداً من أفريقيا إلى الأندلس لكن عبد الرحمن انتصر عليه وقتله . ولم يتمكن أبو جعفر المنصور من إعادة سلطان العباسيين إلى تلك البلاد فعمل على استمالة عبد الرحمن وأوفد إليه الرسل.

وكثيراً ما كان يظهر إعجابه به وبمقدرته وبعزيمته التي جعلته وهو شريد طريد يستطيع أن يؤسس هذا الملك الواسع في تلك البلاد البعيدة .

صقر قريش :

يذكر المؤرخون أن أبا جعفر المنصور قال لأصحابه : أخبروني عن صقر قريش من هو ؟

قالوا : أمير المؤمنين الذي راض الملك وسكن الزلازل وحسم الأدواء وأباد الأعداء .

قال : ما صنعتم شيئاً .

قالوا : فمعاوية .

قال : ولا هذا .

قالوا : فعبد الملك بن مروان .

قال : ولا هذا .

قالوا : فمن يا أمير المؤمنين ؟

قال : عبد الرحمن بن معاوية الذي عبر البحر وقطع القفر ودخل بلداً أعجمياً مفرداً ، فمصر الأمصار وجند الأجناد ودون الدواوين وأقام ملكاً بعد انقطاعه بحسن تدبيره وشدة شكيمته .

صفاته :

كان عبد الرحمن حازماً سريع النهضة في طلب الخارجين عليه كثير المشورة شجاعاً شديد الحذر سخياً لسناً شاعراً عالماً وكان ينظر في المظالم بنفسه وينصف الضعيف من القوي . بنى الرصافة بقرطبة تشبهاً بجده هشام باني رصافة الشام . زين قرطبة بالمباني الفخمة والحدائق الغناء .

وبدأ بإنشاء جامع قرطبة الكبير الذي أكمله من بعده ابنه وفاخرت به قرطبة عواصم العالم وقبره به حتى الآن .

وفاته :

وفي سنة 172 هـ توفي عبد الرحمن الداخل في قرطبة وذلك بعد حكم دام ثلاثاً وثلاثين سنة وأربعة أشهر لبلاد الأندلس التي – رغم صغرها النسبي – ضاهت دولة بني العباس في التقدم والازدهار وأصبحت سراجاً ينير ظلام أوروبا الدامس التي ما فتئ أبناؤها أن يقصدون الأندلس بحثاً عن العلوم والمعرفة التي ساهمت بشكل كبير في ازدهار الحضارة الأوروبية فيما بعد .

رحم الله عبد الرحمن الداخل وصدق أبو جعفر المنصور حين قال فيه : ” إن ذلك الفتى لهو الفتى كل الفتى لا يكذب مادحه ” .

المرجع :

أيتام غيروا مجرى التاريخ  ، عبد الله صالح الجمعة حفظه الله ، ط / العبيكان ” 125 – 131 ” ، فصل : عبد الرحمن الداخل رحمه الله ، بتصرف.

 

قطوف من سيرة حجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام الغزالي ( 450 هـ – 505 هـ )

” كل شيء يبدأ صغيرا ثم يكبر ، إلاّ المصيبة ، فإنها تبدو كبيرة ثم تصغر ” – نصر بن سيار –

حجة الإسلام محمد بن محمد بن محمد ، أبو حامد الغزاليّ وُلِدَ في طُوس عام 450 هـ / 1085 م ، وفقد أباه صبياً ، فرباه وصيٌّ صوفي مدة من الزمن ، ثم وضعه في مدرسة خيرية يعيش ويتعلم . أتى نيسابور َ ، وتعلَّم التصوف على الفرامدي ، والفقه والكلام على إمام الحرمين ، ثم أتى مجلس نظام المُلك ، وزير السلاجقة سنة 478 هـ ( 1085 م ) ، حيث أقام ست سنوات ، عيّنه بعدها الوزير أستاذًا في نظامية بغداد . درّس في بغداد أربع سنوات ( 484 – 488 هـ ) مرّ أثناءها بشكوك وألف كتابين هما : مقاصد الفلاسفة ؛ حيث عرض فلسفة الفارابي وابن سينا ، وتهافت الفلاسفة ، حيث انتقد هذه الفلسفة . ترك بغداد ومارس الزهد عشر سنوات ، عاد بعدها إلى التعليم في نيسابور . اعتزل التعليم بعد سنة 500 هـ / 1106 م وظل في عزلته حتى موته .

يعد أبو حامد الغزالي من كبار المفكرين المسلمين بعامة ومن كبار المفكرين بمجال علم الأخلاق بخاصة ؛ إذ بين الطرق العملية لتربية الأبناء وإصلاح الأخلاق الذميمة وتخليص الإنسان منها ، فكان بذلك مفكراً ومربياً ومصلحاً اجتماعياً في آن معاً . يرى الغزالي أن الأخلاق ترجع إلى النفس لا إلى الجسد ، فالخلق عنده هيئة ثابتة في النفس تدفع الإنسان للقيام بالأفعال الأخلاقية بسهولة ويسر دون الحاجة إلى التفكير الطويل .

أما في المنطق والفلسفة الخالصة فكان عَلَماً من أعلامها غير أنه استخدم المنطق لنصرة الدين ، وحمل على الفلسفة ؛ لأنها تُضِلُّ ذوي الاستعداد العقلي القاصر .

أهم كتبه :

مقاصد الفلاسفة ( 487 هـ ) ، تهافت الفلاسفة ( 488 هـ ) ، المستظهري ، الاقتصاد في الاعتقاد ( 488 هـ ) ، إحياء علوم الدين ( 488 هـ ) الذي قيل عنه : من لم يقرأ الإحياء ليس من الأحياء ، أيها الولد ، ويسمى الولدية ( 501 هـ ) ، المنقذ من الضلال ( 502 هـ ) ، المستصفى في علم أصول الفقه ( 503 هـ ) ، إلجاء العوام عن علم الكلام ( بين عامي 504 و 505 هـ ) ، وهذه أشهرها إلا أن له كتباً أخرى ، مثل :

– الوسيط في المذهب .

– الوجيز في فقه الإمام الشافعي .

– فضائح الباطنية .

– القسطاس المستقيم .

– التبر المسبوك في نصائح الملوك .

– كيمياء السعادة .

وعرف الغزالي الفلسفة بأنها تحصيل أنواع الخيرات المختلفة وهي :

– خيرات خاصة بالبدن ، مثل الصحة والقوة وجمال الجسم وطول العمر.

– خيرات خاصة بالنفس وهي فضائل النفس ” الحكمة والعلم والشجاعة والعفة ” .

– خيرات خارجية وهي الوسائل وكل ما يعين الإنسان في حياته ، مثل المال والمسكن ووسائل النقل والأهل والأصدقاء .

– خيرات التوفيق الإلهي مثل الرشد والهداية والسداد والتأييد .

توفي الإمام الغزالي – رحمه الله – في طوس عام 505 هـ / 1111 م ، فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ونفع بعلمه الخالد إلى ما شاء الله ، انتهى.

المرجع :

أيتام غيروا مجرى التاريخ  ، عبد الله صالح الجمعة حفظه الله ، ط / العبيكان ” 15 – 17 ” ، فصل : الإمام الغزالي رحمه الله ، بتصرف.

 

فضلا هل لديك حاسب من نوعية ديل ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

” العظيم لا ينتهز الفرصة ، بل يخلقها ” – كولتون –

مايكل ديل ( 1965 – …. ) :

من أفكار صغيرة .. بنى الشاب الصغير .. إمبراطوريته الكبيرة .

كيف أصبح ديل أصغر مليارديرات العالم ؟ وكيف أصبح أصغر المسؤولين التنفيذيين الرئيسين سناً في قائمة أثرى 500 شخص في العالم ؟ كيف استطاع هذا الشاب أن يحقق حلمه الكبير في مدة قصيرة ؟

لمعرفة ذلك … لنبدأ …. مع ديل :

ولد مايكل ديل في هيوستن وذلك في فبراير / شباط عام 1965 م وكان ثاني الأبناء الثلاثة لوالد يعمل في عيادة لتقويم الأسنان ووالدة تعمل سمسارة في سوق الأوراق المالية .

اهتم ديل منذ صغره بالحواسيب وطرق عملها إذ إنه كان في الخامسة عشرة من عمره عندما اشترى حاسوبه الأول من طراز أبل II ، ثم قام بتفكيكه ليرى كيف يعمل .

وقام بعد سنتين بالتغيب عن مدرسته لمدة أسبوع لكي يحضر مؤتمراً يتحدث عن الحواسيب .

التحق ديل بجامعة تكساس وبدأ بيع حواسيب ومكوناتها في عنبر طلاب السنة الأولى إلا أنه انتقل لإحدى الشقق المملوكة بحلول نهاية العام الدراسي .

كان طموح ديل يتجاوز الجامعة إذ لم يستطع الانتظار حتى يتخرج لكي يؤسس شركته الخاصة حيث قام عام 1984 م بالتوقف عن الدراسة في الجامعة وأسس شركة ” ديل كومبيوتر ” برأس مال لم يتجاوز الألف دولار فقط وكانت شركته تبيع الحواسيب إلى الزبائن مباشرة متجاوزة بذلك الوسطاء وهي فكرة لم يسبق لها مثيل .

وبعد عامين فقط عرض في معرض كومديكس حاسوباً سرعته 12 ميغاهيرتز ويبلغ ثمنه 995 ، 1 دولاراً مقارنة بحاسوب آي بي أم ذي سرعة 6 ميغاهيرتز والذي يبلغ سعره 995 ،3 دولار وفي عام 1988 م أي بعد أربع سنوات فقط من تأسيس الشركة بدأ ديل يتعامل مع زبائن كبار بمن فيهم الشركات الحكومية . وتمكن من جمع 30 مليون دولار بعد أن عرض شركته للاكتتاب الدولي العام .

وتعد شركة ديل ومقرها الرئيس شارع راوند روك بولاية تكساس المزود الرئيس للعديد من منتجات وخدمات الحاسب والشركة الأولى على مستوى العالم التي تمد عملاءها بالمنتجات والخدمات الأساسية لإنشاء البنية التحتية للإنترنت وتكنولوجيا المعلومات بما فيها الشركات الموضوعة على قائمة مجلة فورتشن كأفضل 500 شركة . ويعزى وصول شركة ديل للريادة في السوق إلى سعيها الدؤوب نحو تقديم الأفضل للعملاء وذلك من خلال بيع المنتجات وتوفير خدمات ذات مستوى ثابت .

وبإضافة ديل إلى قائمة هذه الشركات في عام 1992 أصبح السيد (( ديل )) أصغر مدير تنفيذي لشركة يحتل مكانة في قائمة أفضل 500 شركة بمجلة فورتشن وكان حينها في السابعة والعشرين من عمره وهو الآن المدير التنفيذي صاحب أطول فترة للرئاسة في مجال الحاسوب . وتحتل الشركة حالياً المرتبة الرابعة في قائمة أفضل الشركات لمجلة فورتشن على مستوى العالم وفي الولايات المتحدة . وفي عام 2003 تم اختيارها من بين أكثر 10 شركات تحظى بسمعة طيبة وثقة كبيرة لدى العملاء وذلك حسب اقتراع أجرته صحيفة وول ستريت .

وقد تم تكريم السيد ديل عدة مرات لقيادته المثالية والرائعة ففي عام 2003 اختارته الـ” فورتشن ” كواحد من أكثر الناس تأثيراً في عالم الأعمال واختارته الـ” فينانشال تايمز ” كرابع أفضل قائد على مستوى العالم وأكثرهم احتراماً كما اختارته مجلة (( إنستتيوشنال إنفزيتور )) كأفضل مدير تنفيذي في مجال أجهزة ومعدات الكمبيوتر . وفي عام 2001 اختارته مجلة (( تشيف إكزيكيوتف )) كأفضل مدير تنفيذي للعام ذاته .

وقد درس ديل في جامعة تكساس بولاية أوستن . وفي 1999 ألف كتاباً حقق أعلى المبيعات وهو (( مباشرة من ديل : الاستراتيجيات التي أحدثت طفرة في صناعة ما )) . وفيه يحكي قصة نشأة شركته والاستراتيجيات التي ابتكرها وتنطبق على جميع الشركات . وديل هو مسؤول الإنترنت في المنتدى الاقتصادي العالمي . ويعمل باللجنة التنفيذية للجنة الأعمال العالمية وعضو بمجلس الأعمال الأمريكي . كما يشغل ديل أيضاً منصب رئيس مشروع سياسة أنظمة الكمبيوتر ويعمل بمجلس المستشارين للرئيس الأمريكي للعلوم والتقنية وبمجلس إدارة كلية الأعمال الهندية . وفي عام 1987 أصبحت ديل أول شركة لأنظمة الحاسب تقدم خدمة المنتجات على مواقع الإنترنت وبدأ التوسع الدولي بافتتاح فرع للشركة في المملكة المتحدة . وقدمت ديل التقنية الحديثة أسرع من الشركات الأخرى التي كانت تخطط ببطء وتقوم بالتوزيع من خلال قنوات غير مباشرة .

وفي عام 1990 افتتحت الشركة مركزا للتصنيع في ليمرك بأيرلندا لخدمة الأسواق الأوروبية والشرق أوسطية والإفريقية . وطرحت الشركة أول كمبيوتر دفتري لها في عام 1991 ، وفي عام 1992 تم تضمين شركة ديل لأول مرة في مجلة (( فورتشن )) كواحدة من أكبر خمس مئة شركة في العالم . وفي 1993 انضمت الشركة إلى قائمة أفضل خمس شركات في مجال تصنيع الحاسوب على مستوى العالم ، وكانت بداية الشركة في غزو منطقة الباسيفيك وآسيا عن طريق إنشاء فروع لها في أستراليا واليابان . إلا أن ديل أعلن عن خسارة في الربع الأول من سنة 1993 لتحوله عن صناعة حواسيب المفكرة وأسواق البيع بالتجزئة وعمليات إعادة الهيكلة في أوروبا . ونتيجة لذلك ألغى عملية الاكتتاب العام الثاني .

وفي 1995 ارتفعت أسهم الشركة من 5،8 إلى 100 دولار وافتتحت ديل في عام 1996 مركز تصنيع لدول الباسيفيك وآسيا في بينانج بماليزيا . وبدأ العملاء شراء أجهزة الحاسب الخاصة بشركة ديل عن طريق الإنترنت بالموقع www.dell.com

وبدأت الشركة في تحقيق تقدم مطّرد وملموس في سوق مزودي الشبكات .

وفي عام 1997 قامت الشركة بشحن 10 ملايين جهاز كمبيوتر إلى جميع أرجاء المعمورة ووصلت قيمة السهم الواحد للشركة في إحدى الفترات إلى 1000 دولار . كما أدخلت الشركة أول أنظمة لمحطات التشغيل الخاصة بها .

وفي عام 1998 قامت الشركة بتوسيع مراكز التصنيع في أمريكا وأوروبا وافتتحت مركزا للمنتجات والعملاء في زيامن بالصين . وافتتحت الشركة ثاني أكبر موقع أمريكي في مدينة ناشفيلي في 1999 كما افتتحت الشركة مركزاً للتصنيع في إيلدورادو دو سول بالبرازيل لخدمة أمريكا اللاتينية . كما أدخلت الشركة الدعم الفني المباشر (( الدعم الإلكتروني مباشرة من ديل )) . وفي عام 2000 وصلت مبيعات الشركة عن طريق الإنترنت إلى 50 مليون دولار يومياً .

ولأول مرة أصبحت الشركة رقم واحد في مجال شاحنات محطة العمل . وقامت الشركة بإنتاج ملقم جهاز بورآب PowerApp وشحن مليون مزود بورإيدج Power Edge وفي نفس العام عانت التقنية التي ينتجها من عيب أدى إلى هبوط حاد في سعر أسهم الشركة من مستوى 58 دولاراً في شهر مارس إلى مستوى 16 في ديسمبر .

وفي عام 2001 احتلت الشركة لأول مرة المرتبة الأولى في سوق الأسهم العالمية إلا أن التباطؤ في مبيعات الحواسيب الشخصية دفع الشركة لتسريح 1700 موظف يشكلون 4 ،5 % من قوتها العاملة على الصعيد العالمي . وفي عام 2002 أطلقت ديل على مركز تصنيع أوستن اسم مركز تصنيع توبفر وقامت الشركة بشحن 2 مليون منفذ في خط باور كونكت Power Connect الخاص بمفاتيح الشبكة واختار العملاء الأمريكيون ديل على أنها المزود رقم واحد لأنظمة الحاسوب .

وفي عام 2003 قامت الشركة بإنتاج الطابعات للشركات والعملاء ثم تغير اسم الشركة وأصبح اسمها ديل وشركاه مما يعكس انتقال الشركة إلى العمل في مجالات إلكترونية أخرى بما في ذلك الطابعات والأجهزة التلفزيونية ، بعد سنوات عديدة من التباطؤ الذي شهدته صناعة الحواسيب الشخصية . واليوم تشغل ديل واحدا من أكبر المواقع التجارية على الإنترنت في العالم والتي تعتمد على نظام التشغيل ويندوز التاسع لشركة مايكروسوفت . ويتلقى موقع شبكة الشركة الذي يعمل من خلال مزود ديل باور إيدج أكثر من مليار طلب كل ثلاثة أشهر من مواقع تخص 80 دولة بـ 28 لغة و26 عملة .

وتدرك الشركة تماماً فاعلية الإنترنت في أعمالها بما في ذلك عمليات الشراء ودعم العملاء وإدارة العلاقات . ومن خلال موقع الشركة يستطيع العملاء مراجعة الأجهزة وتحديد مواصفاتها وأسعارها من خلال خط إنتاج الشركة بالكامل . ويمكن للعملاء طلب الأجهزة مباشرة من خلال الإنترنت ومتابعة خط سير الطلب من التصنيع إلى الشحن . وتقوم ديل من خلال موقعها valuechain.dell.com بتبادل المعلومات مع عملائها فيما يخص جودة الإنتاج وإبداعيته كما تستخدم الشركة الإنترنت أيضاً في تقديم خدمات العملاء الخاصة بالتصنيع فعلى سبيل المثال يستخدم مئات الآلاف من عملاء الشركات في أنحاء العالم صفحة شبكة ديل لعقد صفقات مع الشركة عن طريق الإنترنت .

ويرجع عائد ديل المرتفع لحاملي الأسهم إلى جهد حثيث عبر الزمن لتحقيق الموازنة بين النمو والربحية والسيولة وكانت ديل دوماً رائدة المنافسين في كل من تلك الاتجاهات .

وفي عام 2004 تخلى ديل عن منصب المسؤول التنفيذي الرئيس لصالح كيفن رولينز لكنه ظل محتفظاً بمنصب الرئيس .

وديل اليوم هي المزود الرئيس للمنتجات والخدمات لأكبر المؤسسات في العالم ويعمل بالشركة زهاء 54،800 موظف من أعضاء الفريق يغطون أرجاء المعمورة .

حقائق عن مايكل ديل :

– تبلغ ثروته حوالي 18 مليار دولار .

– من بين 691 ملياردير حول العالم كان هناك ما يقارب عشرون شخصاً تقل أعمارهم عن 40 سنة وكان ديل أثرى هؤلاء الأربعين .

المرجع :

عظماء بلا مدارس ، عبد الله صالح الجمعة حفظه الله ، ط / مكتبة العبيكان ” 55 – 61 ” ، فصل : مايكل ديل ، بتصرف.