بدعة عيد الأبرار

من الأمور المحدثة المبتدعة في شهر شوال : بدعة الأبرار وهو اليوم الثامن من شوال فبعد أن يتم الناس صوم شهر رمضان ، ويفطروا اليوم الأول من شهر شوال – وهو يوم عيد الفطر – يبدأون في صيام الستة أيام الأول من شهر شوال ، وفي اليوم الثامن يجعلونه عيداً يسمونه : ” عيد الأبرار ” . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” وأما ثامن شوال : فليس عيداً لا للأبرار ولا للفجار ، ولا يجوز لأحد أن يعتقده عيداً ، ولا يحدث فيه شيئاً من شعائر الأعياد ” .

كيفية هذا العيد :

يكون الاحتفال بهذا العيد في أحد المساجد المشهورة فيختلط النساء بالرجال ويتصافحون ويتلفظون عند المصافحة بالألفاظ الجاهلية ، ثم يذهبون بعد ذلك إلى صنع بعض الأطعمة الخاصة بهذه المناسبة . انتهى.

الشاهد :

تذكر أن كل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالةٍ في النار ، أجارنا الله وإياكم من النار ، اللهم آمين.

المرجع :

المناسبات الموسمية بين الفضائل والبدع والأحكام ، د / حنان بنت علي اليماني .

ط / مكتبة الأسدي ” ص 206 ” ، فصل : بدع تتعلق بشهر شوال ، بتصرف .

يوم العيد ويوم القيامة

رأيت الناس يوم العيد ، فشبّهت الحال بالقيامة ، فإنهم لما انتبهوا من نومهم خرجوا إلى عيدهم كخروج الموتى من قبورهم إلى حشرهم ، فمنه من زينته الغاية ، ومركبه النهاية ، ومنهم المتوسط ، ومنهم المرذول ، وعلى هذا أحوال الناس يوم القيامة. قال الله تعالى : ” يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ” ” مريم : 85 ” أي : ركباناً ، ” ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا ” ” مريم : 86 ” أي : عطاشاً. وقال عليه الصلاة والسلام : ” يُحشرون ركباناً ومشاة وعلى وجوههم ” ، ومن الناس من يُداس في زحمة العيد ، وكذلك الظلمة يطؤهم الناس بأقدامهم في القيامة ، ومن الناس يوم العيد الغني المتصدق ، وكذلك يوم القيامة أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ، ومنهم الفقير السائل فقد يُعطى : ” أعددت شفاعتي لأهل الكبائر ” ، ومنهم من لا يُعطف عليه : ” فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم ” ” الشعراء : 100 ، 101 “. انتهى.

الشاهد :

اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها ، اللهم آمين !

المرجع :

صيد الخاطر ، الإمام ابن الجوزي رحمه الله ، ط / اليمامة ” 494 ” ، فصل : يوم العيد ويوم القيامة ، بتصرف.

علة النهي عن صيام يومي العيد

أجمع العلماء على تحريم صوم يومي العيدين ، سواء أكان الصوم فرضاً أم تطوعاً. لقول عُمر رضي الله عنه : { إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام هذين اليومين ، أما يوم الفطر ، ففطركم من صومكم ، وأما يوم الأضحى ، فكلوا من نسكِكم } ، والسبب في ذلك : أن المسلمين هم أضياف الله تعالى في هذين اليومين ، والجواد الكريم سبحانه يُحبُ من ضيفه أن يقبل قراه ، ويكره أن يمتنع من قبول ضيافته بصوم وغيره ، فلا يليق بالكريم أن يُجيع أضيافه ، فكأنه قيل للمؤمنين في هذين اليومين قد فرغَ عملكم الذي عملتموه ، فما بقيَ لكم إلا الراحة. انتهى.

المراجع :

فقه السنة ، السيد سابق رحمه الله ، ط / دار طيبة الخضراء ” ا / 313 ” ، فصل : صوم رمضان – الأيام المنهيُ عن صيامها.

لطائف المعارف ، الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله ، ط / دار الحديث ” 387 ، 388 ” ، فصل : علة النهي عن صيام أيام التشريق .

إعلام الموقعين ، الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله ، ط / دار الحديث ” 2 / 410 ” ، فصل : السر في الفرق بين بعض الأيام وبعضها الآخر، بتصرف.

فضل يوم العيد

سمي هذا اليوم الذي هو أول شوال ، واليوم الذي هو العاشر من ذي الحجة عيداً ، لأن المؤمنين عادوا فيهما من طاعة الله تعالى التي هي أداء فريضتي صيام رمضان والحج إلى طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي صيام ست من شوال والتأهب لزيارته صلى الله عليه وسلم ولتكرر ذلك كل عام ولكثرة عوائد الله تعالى فيه بالإحسان ، ولعود السرور وتعوده ، وقد كان أول عيد صلاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عيد الفطر في السنة الثانية من الهجرة ، ولم يتركها فهي  سنة مؤكدة ! انتهى .

الشاهد :

اللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا محمد ” صلى الله عليه وسلم ” .

المرجع :

مكاشفة القلوب المقرب إلى حضرت علام الغيوب ، الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله ، ط / دار الحديث ” ص 386 ” ، الباب 104 ، بتصرف.

 

 

اجتماع الجمعة والعيد في يوم واحد

عن زيد بن أرقم قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد ثم رخص في الجمعة فقال : { من شاء أن يصلي فليصلِ } رواه الخمسة وصححه ابن خزيمة والحاكم ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : { قد اجتمع في يومكم هذا عيدان ، فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمعون } رواه أبو داوود ، ويستحب للإمام أن يقيم الجمعة ليشهدها من شاء شهودها ، ومن لم يشهد العيد لقوله صلى الله عليه وسلم { وإنا مجمعون } ، وتجب صلاة الظهر على من تخلف عن الجمعة لحضوره العيد عند الحنابلة ، انتهى.

الشاهد :

الأكمل يكون على النحو التالي :

  1.   أداء صلاة العيد وأداء صلاة الجمعة ، وهذا هو الأكمل.
  2.   فإن لم يتيسر فعليك أداء صلاة العيد وأداء صلاة ظهر يوم العيد في وقتها.
  3.   فإن فاتتك صلاة العيد فعليك أداء صلاة الجمعة في وقتها ، لأن صلاة الجمعة فرض عين وصلاة العيد فرض كفاية.

المرجع :

فقه السنة ، السيد سابق رحمه الله ، ط / دار طيبة الخضراء ” 1 / 228 ” ، فصل : اجتماع الجمعة والعيد في يوم واحد ، بتصرف.