عقوبة مانع الزكاة

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال في مانعي الزكاة مستشهداً بقوله تعالى : { يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ } (35) سورة التوبة.

قال : لا يوضع دينار على دينار ولا درهم على درهم ولكن يوسع جلده حتى يوضع كل دينار ودرهم على حدته .

فإن قيل : لمَ خص الجباه والجنوب والظهور بالكي ؟ قيل : لأن الغني البخيل إذا رأى الفقير عبس وجهه وزوى ما بين عينيه وأعرض بجنبه ، فإذا اقترب منه ولى بظهره فعُوقب بكي هذه الأعضاء ليكون الجزاء من جنس العمل . انتهى .

الشاهد :

الله الله في هذه الشعيرة !

المرجع :

الكبائر ، الإمام الذهبي رحمه الله ، ط / المكتبة التوفيقية ” 39 ، 40 ” ، فصل : الكبيرة الخامسة ” منع الزكاة ” ، بتصرف .

آداب القابض للزكاة

 

  1. أن يفهم أن الله تعالى أوجب صرف الزكاة إليه ليكفيه ما أهمه ، ويجعل همومه هماً واحداً في طلب رضا الله عز وجل.
  2. أن يشكر المعطي ويدعو له ويثني عليه ، وليكن ذلك بمقدار شكر السبب ، فإن من لم يشكر الناس لم يشكر الله.
  3. أن ينظر فيما يعطاه ، فإن لم يكن من حِلّ لم يأخذه أصلاً .
  4. أن يتوقى مواقع الشُبه في قدر ما يأخذ ، فيأخذ القدر المباح له ، ولا يأخذ أكثر من حاجته ، انتهى.

المرجع :

مختصر منهاج القاصدين ، الإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله ، ط / دار الفجر للتراث ” 41 ، 42 ” ، فصل : في دقائق الآداب الباطنة في الزكاة ، بتصرف.

آداب المخرج للزكاة ” المزكي “

 

  1. المراد من الزكاة : ابتلاء مدعي محبة الله تعالى بإخراج محبوبه ، والتنزه عن صفة البخل المهلك ، وشكر نعمة المال.
  2. الإسرار بإخراجها لكونه أبعد من الرياء والسمعة ، وفي الإظهار إذلال للفقير أيضاً.
  3. أن لا يُفسدها بالمنّ والأذى ، وذلك أن الإنسان إذا رأى نفسه محسناً إلى الفقير ، منعماً بالإعطاء ، ربما حصل منه ذلك.
  4. أن يستصغر العطية ، فإن المستعظم للفعل معجب به ، وقد قيل : لا يتم المعروف إلا بثلاث : بتصغيره ، وتعجيله ، وستره.
  5. أن ينتقي من ماله أحله وأجوده وأحبه إليه.
  6. أن يطلب لصدقته من تزكو به ، وهم خصوص من عموم الأصناف الثمانية ، انتهى.

الشاهد :

قال الله تعالى : { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } (60) سورة التوبة

المرجع :

مختصر منهاج القاصدين ، الإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله ، ط / دار الفجر للتراث ” 39 ، 40 ” ، فصل : في دقائق الآداب الباطنة في الزكاة ، بتصرف.

الركن الثالث

الزكاة مأخوذة من الزكا ، وهو النما والطهارة والبركة وهي اسم لما يخرجه الإنسان من حق الله تعالى إلى الفقراء ، وسُميت زكاة لما يكون فيها من رجاء البركة ، وتزكية النفس وتنميتها بالخيرات ، قال الله تعالى :

{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } (103) سورة التوبة ، وهي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة ، فرضها الله تعالى في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع أمته ، وكانت فريضة الزكاة بمكة في أول الإسلام مطلقة ، لم يحدد فيها المال الذي تجب فيه ، ولا مقدار ما ينفق منه ، وإنما ترك ذلك لشعور المسلمين وكرمهم ، وفي السنة الثانية من الهجرة – على المشهور – فرض مقدارها من كل نوع من أنواع المال ، وقد قرنت بالصلاة في 82 آية في القرآن الكريم ، انتهى.

المرجع :

فقه السنة ، السيد سابق رحمه الله ، ط / دار طيبة الخضراء ” 1 / 235 ” ، فصل : الزكاة ، بتصرف.

اللهم اجعلنا من عبادك القليل

سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً يقول : اللهم اجعلني من الأقلين ، فقال : ما هذا ؟

فقال يا أمير المؤمنين ، إن الله تعالى قال : { وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ } (40) سورة هود  ، وقال سبحانه : { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } (13) سورة سبأ ، وقال عز من قائل : { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليلٌ ما هم } (24) سورة ص ، فقال عمر : صدقت ، انتهى.

الشاهد :

اللهم اجعلنا من عبادك القليل ، اللهم آمين.

المرجع :

عدة الصابرين ، الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله ، ط / دار الحديث ” ص 125 ” ، الباب 20 ، بتصرف .