لا تتظلم فقد تكون ظالما

جاء إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أب يشكو عقوق ابنه ، فأحضر عمر الابن بحضور أبيه .

قال الابن : أليس للابن حق على والده يا أمير المؤمنين ؟

فقال عمر : بلى !

قال الابن : ما هو ؟

فقال عمر : أن ينتقي أمه ، ويحسن اسمه ، ويعلمه القرآن.

فقال الابن : إنه لم يفعل من ذلك شيئا : فأمي كانت لمجوسي ، وسماني جعلا ، أي : خنفساء ، ولم يعلمني شيئا من القرآن.

فالتفت عمر إلى الأب وقال له : أجئت تشكو عقوق ابنك وأنت قد عققته من قبل ، انتهى.

الشاهد :

أحسن يُحسن إليك !

المرجع :

تُحفة العروس أو الزواج الإسلامي السعيد ، محمود مهدي الاستانبولي ، ط / دار المعرفة ” 301 ” ، فصل : أنت تسأل … ونحن نُجيب ، ما هو حق الابن على أبيه ، بتصرف.

انستقرام : dramy2010

صورة رقم : 418

4. قطوف من السيرة المحمدية . اسم أمه .

                      بسم الله الرحمن الرحيم                       

قطوف من السيرة المحمدية

على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم

 ” العناوين “

اسم أمه ، ختانه ، في ذكر عبد الله أبي نبينا محمد ، في ذكر تزوج عبد الله آمنة بنت وهب ، في ذكر ما جرى لأمنة في حملها به ، المراجع .

” التفاصيل “

اسم أمه عليه الصلاة والسلام :

وأم النبي صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب .

ولادته مختونا عليه الصلاة والسلام :

وقد اختلف فيه على ثلاثة أقوال :

  1. أنه ولد مختونا مسرورا . وروي في ذلك حديث لا يصح ، ذكره أبو الفرج ابن الجوزي في الموضوعات .
  2. أنه ختن يوم شق قلبه الملائكة عند ظئره حليمة .
  3. أن جده عبد المطلب ختنه يوم سابعه وصنع له مأدبة وسماه محمدا وفي هذا الباب حديث مسند غريب حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد حدثنا يحي بن أيوب العلاف حدثنا محمد بن أبي السري العسقلاني حدثنا الوليد بن مسلم عن شعيب عن عطاء الخراساني عن عكرمة بن ابن عباس أن عبد المطلب ختن النبي صلى الله عليه وسلم يوم سابعه وجعل له مأدبة وسماه محمدا صلى الله عليه وسلم قال يحي بن أيوب : طلبت هذا الحديث فلم أجده عند أحد من أهل الحديث ممن لقيته إلا عند ابن أبي السري .

في ذكر عبد الله أبي نبينا عليه الصلاة والسلام :

        كان عبد الله وأبو طالب والزبير لأم واحدة ، واسمها فاطمة بنت عمرو .

       وكان عبد المطلب قد رأى في المنام قائلا يقول له :  احفر زمزم . ونعت له موضعها .

       فقام يحفر وليس له ولد يومئذ إلا الحارث فنازعته قريش فنذر لئن ولد له عشرة من الولد ثم بلغوا أن يمنعوه لينحرنّ أحدهم لله عند الكعبة .

       فلما تمّوا عشرة وعرف أنهم سيمنعونه أخبرهم بنذره ، فأطاعوه وكتب كل منهم اسمه في قدح وجمعها وأعطاها قيّم هبل وقال : اضرب بقداح هؤلاء فخرج القدح على عبد الله فأخذه وأخذ الشفرة ليذبحه فقامت إليه قريش من أنديتها وقالوا : لا  تفعل حتى تعذر فيه .

       فانطلق به إلى عرّافة فقالت له : كم الدية فيكم ؟

       قال عشر من الإبل .

       قالت : قربّوا صاحبكم وقربّوا عشرا من الإبل ثم اضربوا عليه وعلى الإبل القدح ، فإن خرجت على صاحبكم فزيدوا من الإبل حتى يرضى ربكم ، فإذا خرجت على الإبل فقد رضي ونجا صاحبكم .

       فقربّوا عبد الله وعشرا فخرجت على عبد الله فزادوا عشرا فخرجت عليه فزادوا فلم يزالوا كذلك حتى جعلوها مائة فخرج القدح على الإبل فنحرت ثم تركت لا يصد عنها إنسان ولا سبع .

في ذكر تزوج عبد الله آمنة بنت وهب :

لما نحرت الإبل فداء لعبد الله مرّ مع أبيه على أمّ قتّال بنت نوفل بن أسد بن عبد العزى وهي أخت ورقة ،

فقالت : يا عبد الله أين تذهب ؟

قال : مع أبي .

قالت : لك عندي مثل الإبل التي نحرت عنك وقع عليّ .

قال : إني مع أبي لا أستطيع فراقه .

فخرج به عبد المطلب حتى أتى به وهب بن عبد مناف بن زهرة فزوجه آمنة فدخل عليها فوقع عليها مكانه .

فحملت برسول الله صلى الله عليه وسلم .

ثم خرج من عندها حتى أتى المرأة التي كانت عرضت عليه نفسها ،

قال لها : ما لك لا تعرضين عليّ اليوم ما كنت عرضت عليّ بالأمس ؟

قالت له : فارقك النور الذي كان معك بالأمس ، فليس لي بك اليوم حاجة .

وقد كانت تسمع من أخيها ورقة بن نوفل وكان قد تنصّر وقرأ الكتب وكان فيما أدرك أنه كائن في هذه الأمة نبي من ولد إسماعيل .

في ذكر ما جرى لآمنة في حملها به عليه الصلاة والسلام :

عن عمّة وهب بن ربيعة قالت : كنا نسمع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حملت به آمنة بنت وهب كانت تقول : ما شعرت أني حملت به ولا وجدت له ثقلا كما تجد النساء ، إلا أني أنكرت رفع حيضتي ، فأتاني آت وأنا بين النائم واليقظان فقال : هل شعرت أنك حملت ؟

فكأني أقول : ما أدري .!

فقال : إنك حملت بسيد هذه الأمة ونبيها . وذلك يوم الاثنين . انتهى .

فاللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا محمد ” عليه الصلاة والسلام “

المراجع :

–        من كتيب تهذيب السيرة النبوية للمؤلف الإمام / أبي زكريا يحي بن شرف النووي رحمه الله ( تحقيق – د / خالد بن عبد الرحمن الشائع ) حفظه الله – فصل  : أمه صلى الله عليه وسلم . 

–        من كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد للمؤلف الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله – الجزء الأول – فصل : ختانه صلى الله عليه وسلم .  

–        من كتاب الوفا بأحوال المصطفى للمؤلف الإمام ابن الجوزي رحمه الله – الجزء الأول – الباب الخامس عشر : في ذكر عبد الله أبي نبينا صلى الله عليه وسلم . 

–        من كتاب الوفا بأحوال المصطفى للمؤلف الإمام ابن الجوزي رحمه الله – الجزء الأول – الباب السادس عشر : في ذكر تزوج عبد الله آمنة بنت وهب . 

–        من كتاب الوفا بأحوال المصطفى للمؤلف الإمام ابن الجوزي رحمه الله – الجزء الأول – الباب السابع عشر : في ذكر ما جرى لآمنة في حملها برسول الله صلى الله عليه وسلم . 

3. قطوف من السيرة المحمدية ” زمن ولادته “

بسم الله الرحمن الرحيم                       

قطوف من السيرة المحمدية

على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم

 ” العناوين “

ماذا حدث في السماء حين بعث ، الأحداث التي وقعت ليلة مولده ، زمن ولادته ، تحديد يوم مولده ، سبب تسمية العام الذي ولد فيه بعام الفيل ، نبذة عن وادي محسّر ، مكان ولادته ، الحي الذي كان يسكنه في مكة ، المراجع .

” التفاصيل “

ماذا حدث في السماء حين بعث عليه الصلاة والسلام :

قذف الجن بالشهب دلالة على مبعثه صلى الله عليه وسلم  فلما تقارب أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحضر مبعثه حُجبت الشياطين عن السمع ، وحيل بينها  وبين المقاعد التي كانت تقعد لاستراق السمع فيها ، فرمُوا بالنجوم ، فعرفت الجن أن ذلك لأمر حدث من أمر الله في العباد ، يقول الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم حين بعثه ، وهو يقص عليه خبر الجن إذ حُجبوا عن السمع ، فعرفوا ما عرفوا ، وما أنكروا من ذلك خبر ما رأوا ، (  قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن  فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً ، يهدي إلى الرشد فأمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ، وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولداً ، وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا ، وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذباً ، وأنه كان رجال من الأنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً ) .. إلى قوله : ( وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً ، وأنا لا ندري أشر أُريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشداً ) .

فلما سمعت الجن القرآن عرفت أنها مُنعت من السمع  قبل ذلك ، لئلا يُشكل الوحى بشيء من خبر السماء ، فيلتبس على أهل الأرض ما جاءهم من الله فيه ، لوقوع الحجة ، وقطع الشبهة فآمنوا وصدقوا ، ثم : ولوا إلى قومهم منذرين . قالوا : ( إنا سمعنا كتاباً أُنزل من بعد موسى مصدقاً لما بين يديه ، يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم )… الآية .

الأحداث التي وقعت ليلة ولادته عليه الصلاة والسلام :

  1. سقوط أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى .
  2. خمدت نار فارس التي يعبدها المجوس والتي لم تخمد منذ قبل ألف عام .
  3. انهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت .

زمن ولادته عليه الصلاة والسلام :

        ولد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم في صبيحة يوم الاثنين من شهر ربيع الأول من عام الفيل على الصحيح الموافق العشرين أو الثاني وعشرين من شهر أبريل سنة 571 م . حسبما حققه العالم الكبير محمد سليمان المنصور فوري والمحقق الفلكي محمود باشا .

تحديد تاريخ اليوم الذي ولد فيه عليه الصلاة والسلام :

  1.  قيل أنه في اليوم الثامن من شهر ربيع الأول .
  2. وقيل أنه في اليوم التاسع من شهر ربيع الأول .
  3. وقيل أنه في اليوم العاشر من شهر ربيع الأول .
  4. وقيل أنه في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول والله أعلم بالصواب .  

والخلاف في هذا كبير ولا يمكن القطع والجزم فيه إذ لكل قول ناصروه من العلماء ومما يحسن التنبيه عليه هنا : خطأ بعض المسلمين في إقامتهم احتفالات لمولده صلى الله عليه وسلم ، كل عام في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول وهذه بدعة منكرة حيث التحديد باليوم الثاني عشر هذا قول وليس بالأصح ثم لو صح فهو منكر حيث لم يفعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ولم يفعلها الصحابة من بعد موته ولا التابعون لهم بإحسان . انظر : ما كتبه سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله حول هذا الموضوع في رسالة بعنوان : التحذير من البدع .

سبب تسمية عام الفيل بهذا الاسم :

قصة الفيل : إن أبرهة الحبشي نائب النجاشي على اليمن رأى القبائل يقصدون الكعبة المشرفة للحج والطواف فبنى كنيسة بصنعاء ليصرف أنظار الناس إليها فدخلها رجل من بني كنانة ولطخها بالعذرة فغضب أبرهة وخرج بجيش عظيم وعدد من الفيلة لهدم الكعبة ، فلما بلغ وادي محسّر * برك الفيل القائد وكلما وجهوه إلى جهة غير الكعبة قام يهرول فبينما هم كذلك إذ أرسل الله عليهم طيرا أبابيل فكانت ترميهم بالحجارة ولا تصيب منهم أحدا إلا صار تتقطّع أعضاؤه وهلك فخرجوا هاربين يتساقطون في الطرق . أما أبرهة فبعث الله عليه داء تساقطت بسببه أنامله ولم يصل إلى صنعاء إلا وهو مثل الفرخ وانصدع صدره عن قبله فهلك وكان ذلك في سنة 571 م وقبل ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم بقليل ونزل في ذلك { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} (1) سورة الفيل .

ملاحظة :

وادي محسّر : بالضم ثم الفتح وكسر السين المشددة ، من الحسر بمعنى الإعياء . وهو المكان الذي أهلك الله فيه الفيل وأصحابه . وقد أشير إلى حدوده بين منى ومزدلفة باللوحات الإرشادية المكتوبة عليها  ” وادي محسّر ” . وهو من الحرم وليس بمشعر .

المكان الذي ولد فيه عليه الصلاة والسلام :

المولد النبوي الشريف : هي الدار التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي معروفة في فم شعب أبي طالب ، وهو الشعب الذي يسكنه بنو هاشم ثم بنت الخيزران أم هارون الرشيد العباسي مسجدا في موضع هذه الدار وهدم وفي المنتصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري اشترى السيد عباس يوسف قطان مكتبة الشيخ حامد الكردي وكانت من أكبر المكتبات الخاصة بمكة المكرمة ثم حصل على موافقة الملك عبد العزيز رحمه الله ببناء مقر لها في هذا المولد فبناها من ماله الخاص في عام 1370هـ / 1950 م وسماها ( مكتبة مكة المكرمة ) وهي تقع في الجهة الشرقية من الساحة الشرقية للمسجد الحرام . 

الحي الذي كان يسكنه في مكة عليه الصلاة والسلام :

لمكة المكرمة ” وقتئذ ” ثلاثة مداخل رئيسية هي :

  1. المعلاة . ” وتعرف أيضا بالحجون – والحجون هو الجبل الذي تقع مقبرة المعلاة بسفحه من الجنوب الغربي .
  2. المسفلة .
  3. الشبيكة .

وكان حبيبنا ونبينا محمدا عليه الصلاة والسلام من سكان المعلاة سكن بها حتى هاجر ثم دخل منها أثناء فتح مكة . انتهى .

هل تستطيع أن تقرأ هذه العبارة ؟

اللهم صل وسلم على نبينا محمد ” عليه الصلاة والسلام ” .

المراجع :

–        من كتاب الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام للمؤلف الفقيه عبد الرحمن السهيلي رحمه الله – الجزء الأول – فصل : إخبار الكهان من العرب والأحبار من يهود والرهبان من النصارى . 

–        من كتاب الرحيق المختوم للمؤلف فضيلة الشيخ / صفي الدين المباركفوري رحمه الله – فصل  : المولد وأربعون عاما قبل النبوة .  

–        من كتيب تهذيب السيرة النبوية للمؤلف الإمام / أبي زكريا يحي بن شرف النووي رحمه الله ( تحقيق – د / خالد بن عبد الرحمن الشائع ) حفظه الله – فصل  : مولده صلى الله عليه وسلم . 

–        من كتاب تاريخ مكة المكرمة قديما وحديثا للمؤلف د / محمد إلياس عبد الغني حفظه الله – فصل  : موقع مكة المكرمة + وادي محسّر + قصة الفيل + المولد النبوي الشريف .

–        من كتاب تاريخ مكة المكرمة المصور للمؤلفين أ / أحمد و معاوية بن محمد إلياس عبد الغني حفظهما الله – فصل  : مكتبة مكة المكرمة .

من أبخل ، أكسل ، أعجز الناس !!!

                                                                  * أبخل الناس *

                            رجل ذكر عنده محمد صلى الله عليه وسلم أو سمع بذكره فلا يصلي عليه ،

                                                                 * أكسل الناس *

                                                     من سمع المؤذن فلم يقل مثل ما يقول ،

                                                                 * أعجز الناس *

                                            من لم يدع لنفسه دبر كل صلاة فهو لغيره أعجز . انتهى

                                                                      المرجع :

                                                من كتاب بستان الواعظين ورياض السامعين 

                                                                    المؤلف :

                                                               الإمام ابن الجوزي

                                                                     فصل :

                                         المصلي على النبي صلى الله عليه وسلم يبشر بالجنة .

انظر كيف يحتال عليك ؟

قال ثابت البناني رحمه الله : بلغنا أن إبليس ظهر ليحي بن زكريا عليهما السلام فرأى عليه معاليق من كل شيء .

فقال يحي : يا إبليس ما هذه المعاليق التى أرى عليك ؟

 قال إبليس : هذه الشهوات التي أصيد بهن ابن آدم !

قال يحي : فهل لي فيها من شيء ؟

قال إبليس : ربما شبعت فثقلناك عن الصلاة و ثفلناك عن الذكر .

قال يحي : فهل غير ذلك .

قال إبليس : لا و الله .

قال يحي : لله علي أن لا أملأ بطني من طعام أبداً .

قال إبليس : و لله علي أن لا أنصح مسلماً أبداً . انتهى .

كفانا الله شره وشر أتباعه .

المرجع من كتاب تلبيس إبليس – للمؤلف : الإمام ابن الجوزي رحمه الله – الفصل الثالث :

في التحذير من فتن إبليس ومكايده .